بالجنّ أم بالجنون ؟

تم نشره الثلاثاء 02nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 12:35 صباحاً
بالجنّ أم بالجنون ؟
اسامة الرنتيسي

حملت الأخبار منذ بداية الأسبوع قصصاً لا يمكن أن تصدق، وقعت في أربع مناطق، كان لنا في الأردن منها اثنتان، وهي تكشف حجم الخواء الذي يعشّش في عقول أناس يعيشون بيننا، يتحدثون لغتنا، ويرسلون أبناءهم إلى المدارس مثلنا، وقد ينشئ أحدهم صفحة على الفيسبوك تناغماً مع العصر الجديد، لكنهم بكل تأكيد ليسوا أبناء هذا العصر، ويسكن في عقولهم تخلف عمره مئات السنين، لكنهم في الإنسانية محسوبون علينا.


 أول هذه الاخبار ما كشف عنه رجال البحث الجنائي في محافظة الزرقاء من القاء القبض على شخصين بتهمة الاحتيال على شخص يحمل الجنسية السورية.


 المواطن السوري تعرض لعملية نصب بمبلغ 31 ألف دينار، من قبل شخصين وتم إيهام هذا الضحية من قبل الشخصين بأنهما سيساعدانه على استخراج الذهب من إحدى المناطق في محافظة الزرقاء.
 الشخصان أخذا منه المبلغ بدعوى شراء نوع من البخور ، لغايات "تخدير جِنِّيٍ يقوم بحراسة كنز الذهب" ، حيث تواريا بعد ذلك عن الأنظار.


 والخبر الثاني، الحكم الصادر عن محكمة الجنايات الكبرى بإعدام أب بالغ من العمر ( 49 عاما) شنقا حتى الموت لاغتصابه ابنته البالغة من العمر (17 عاما) 288 مرة، منذ بلوغها الحادية عشرة من العمر.
 وفي تفاصيل الأب وبعد إقدامه على اغتصاب ابنته عمد إلى تهديدها بالقتل في حال فضحت أمره ، وبعد اكتشاف ان الفتاة حامل قامت بإخبار شقيقها بما حصل وقدمت شكوى وجرت الملاحقة، وأظهر الفحص الجيني الوراثي ان المتهم هو أب بيولوجي للجنين .


 هذا عندنا، أما في الشقيقة الكبرى مصر، فقد فَجّر داعية اسلامي يدعى الدكتور ياسر برهامي مفاجأة بقوله:"إن الدين الإسلامي لم يحدد عمراً معيناً لزواج الفتاة طالما أنها قادرة على المعاشرة"، ليضيف هذا الداعية وللاسف عضو الجمعية التأسيسية للدستور، إنه "يجوز للبنت في سن التاسعة أو العاشرة أن تتزوج، طالما أن زواجها لن يعيقها عن تكملة تعليمها، مشدداً على أن ذلك أفضل من الوقوع في معصية الزواج العرفي، بل إن هذا حق من حقوقها".


 ومن تداعيات الربيع العربي، لا يمضي يوم إلا وتخرج علينا فضيحة شاذة لعقيد حكم ليبيا اربعين عاما، آخرها ما كشفه الاعلامي أحمد منصور حول الكثير من الأفعال الشاذة التي كان يقوم بها القذافي داخل كلية الطب البشري في ليبيا، وتحديدا تحت المدرج الرئيسي الذي هو عبارة عن استراحة بناها القذافي داخل الجامعة، كانت هذه الاستراحة أحد أشكال السلوك الشاذ لدى القذافي الذي كان يتردد على الجامعة لاصطياد الطالبات، وقد رتب له مساعدوه كاميرات داخل ممرات الجامعة وأركانها يستطيع من خلالها رؤية من يشاء من الفتيات الجميلات، فيقوم مسجل الجامعة - الذي لم يكن سوى "قواد للقذافي وأبنائه" - بعرض صور الفتيات الجميلات عليهم، ثم يقومون باستدراج الفتيات بالتهديد والوعيد ويعتدون عليهن.


 بعد كل هذه الفضائح، يحق لنا أن نرفع الصوت عالياً، ونقول: يكفينا تخلفاً.. يكفينا رجعية، فحجم التخلف الذي يسكن بين جدران حياتنا، ويطل برأسه من دون وازع ضمير إنساني، لا بل يتم تغليفه بحجج دينية واهية، لا تصمد أمام المدنية والمجتمع المتحضر.

( العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات