أين المنح الخارجية ؟

تم نشره الخميس 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 12:30 صباحاً
أين المنح الخارجية ؟
د. فهد الفانك

وزير المالية يشكو من عدم استلام منح عربية أو أجنبية منذ اول هذه السنة، فالمبلغ الظاهر في الحسابات لا يزيد عن 25 مليون دينار من أصل 875 مليون دينار متوقعة في قانون الموازنة.


وزير التخطيط بدوره يخبرنا بأن الدول الصديقة والمانحة أمطرت الأردن بالمنح والمساعدات السخية، وهناك اتفاقيات متلاحقة يجري توقيعها أمام كاميرات التلفزيون مع سفراء أميركا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج بمئات الملايين من الدولارات، مما يوحي بأن المنح في ازدياد.


تفسير الفرق بين الصورتين واضح، فوزير المالية يتحدث عن منح وردت إلى الخزينة وصدر بها سندات قبض وأودعت شيكاتها في حساب الخزينة لدى البنك المركزي، أما وزير التخطيط فيتحدث عن (قرار) بعض الدول المانحة بتمويل مشاريع اقتصادية بشكل مباشر، كما يعتبر القروض السهلة بمثابة مساعدات لأن تسديدها يكون على أقساط طويلة الأجل، وأخيراً فإنه يتحدث عن توجهات ونوايا بالمساعدات ووجود وعود واتفاقيات، ولو لم يتم تنفيذها بعد.


ما يقوله وزير المالية عن ضآلة المنح الواردة مهم، لأنه يتعلق بالوضع المالي الحقيقي، وحجم العجز في الموازنة، واضطرار الحكومة للتورط بالمزيد من المديونية، خاصة في ظل الابتزاز الذي تتعرض له الخزينة عن طريق الإضرابات والاعتصامات، من قبل جهات لا تقدر الظروف الصعبة، ولا يهمها سوى استغلال الظروف الصعبة للحصول على غنيمة.


وما يقوله وزير التخطيط عن المساعدات الاقتصادية والمالية بمعناها الواسع مهم أيضاً، لأنه يؤثر على مستوى النمو الاقتصادي، ويغذي احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية، ويخلق فرص عمل خارج القطاع العام.


المهم هو عدم الخلط بين صورة سلبية ترسمها وزارة المالية وبين صورة إيجابية ترسمها وزارة التخطيط، فالصورتان مختلفتان ولكنهما ليستا متناقضتين، وكلاهما صحيح، ولكل منهما معنى وتأثير على السلوك المالي والاقتصادي.


هناك متفائلون يأملون أن تلتقي الصورتان أو أن تقتربا قبل نهاية هذه السنة، فتصل المنح الموعودة إلى الخزينة من جهة، ويتم تنفيذ الاتفاقيات الموقعة لدعم الاردن اقتصادياً المعقودة مع الدول المانحة من جهة أخرى.


ما يلفت النظر بشكل خاص هو تجميد المنح العربية المعتادة للخزينة مما يشكل ضغطأً شديداً على الأردن في ظروف بالغة الصعوبة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات