الإخوان ... والحاضنة

تم نشره الخميس 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 06:27 مساءً
الإخوان ... والحاضنة
محمد أزوقة

 

الضجيج الإعلامي الذي تثيره أجهزة الدولة وحلفاؤها ومناصريها والأبواق المدافعة عنها بكل الحالات حول مسيرة الجمعة الإخوانية ، ضجيج مزعج ومستهجن ، حتى لا نقول أكثر...!
ألم تكن الدولة هي التي سحبت تراخيص كل الأحزاب السياسية على الساحة الأردنية وأعلنت الأحكام العرفية عام 1957 ؟ ثم تلا ذلك حملات الاعتقال والنفي إلى "منتجع " الجفر الذي قضى فيه العديد من المناضلين السياسيين عقداً من السنوات ، وبعضهم أكثر!
إلا الأخوان ، فقد اعتبرتهم الدولة "جمعية خيرية " واجلستهم في حضنها ، تحميهم وتدللهم وتدافع عنهم ، وتمنع الآخرين ، كل الآخرين من فتح أفواههم إلا عند طبيب الأسنان !
استمر هذا الحال اثنين وثلاثين عاماً طويلة ، عانى فيها أصحاب الاتجاهات القومية واليسارية وحتى الدينية التي لا تتوافق مع رؤية الإخوان ، معاناة رهيبة ، بدءاً بحرمانهم من الوظائف الحكومية وحتى الشركات الخاصة لعدم حصول أكثريتهم على "شهادة حسن سلوك " من دائرة المخابرات العامة ! وإنتهاءاً بالسجن والإقصاء.
وسط هذه الأجواء ، نشأت أجيال غير مسيسة ، بل وتنظر إلى الحزبية والنشاط السياسي نظرات الشك والريبة .... والخوف من المساءلة.
ما أدى الى تنامي قوة الإخوان ، وزيادة أعدادهم ، ثم ظهور جبهة العمل الإسلامي وقنواتها السياسية والخيرية .... بإختصار شديد ، كبر الإخوان واشتد عودهم .
حتى الطفرة القصيرة من التغاضي عن النشاط السياسي والفدائي بعد معركة الكرامة عام 1968 لم تؤد إلى عودة العمل الحزبي والسياسي .
فلما اعادته الدولة عام 1989 ، جاء رد الفعل الشعبي خائفاً متردداً ، بل غير واثق : فماذا اذا انضم مواطن ما الى حزب يقتنع به ، ثم استدارت الدولة واعادت الغاءه ؟ ألم تفعلها في السابق ؟
لقد استغرق الوصول الى الحالة التي نعيشها ونراها اليوم من النشاط السياسي وتنامي الجرأة في القول والعمل ، قرابة اثنين وعشرين عاماً ، ولنعترف أن للربيع العربي دورمهم في هذا النشاط.
نأتي إلى الوضع الحالي : الدولة التي رعت الإخوان حتى بلغوا أشدهم ، نفس الدولة ونفس العقيدة السياسية رغم تغير الأشخاص – بسبب طول الفترة – هذه الدولة لم تعد تحسن الحوار مع الإخوان ، لماذا ؟ لأنها – وهذا رأي شخصي – تريدهم مطواعين شاكرين حامدين.
تغير الزمان يا دولتنا العزيزة : صحيح أن إصرار الإخوان على التعديلات الدستورية فيه قدر كبير من العناد غير المبرر لجهة دقة المرحلة وصعوبة التنفيذ لضيق الوقت ، لكن رهاب الدولة وإجفالها غير مفهوم ولا مقبول ، ورغبتها في استعادة السيطرة قد طواها الزمن.
يحتاج الفريقان إلى جلسة مراجعة ومكاشفة ، فهما معروفان أحدهما للآخر ، ولا مجال هنا للتورية والخداع ، ويكفي ما عاناه الوطن من توتر وقلق ... إلى درجة التخوف.
ولأن استمرار هذا الوضع يفتح شهية أصحاب الأجندات الخاصة ، الذين لا يريدون الخير للأردن ، على النفخ في الرماد وتأجيج المشاعر ، تمهيداً لما لا تحمد عقباه ، والشواهد حولنا كثيرة.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات