الأردن بعد سوريا
صرح رئيس الجمهورية الإيرانية محمود احمد نجاد يوم الثلاثاء السابق على فضائية الجزيرة ترجمتها من الفارسية إلى العربية ، (غدا من الممكن أن تشهد الأجواء الأردنية مثل ما تشهده سوريا حاليا( .
يعتبر هذا التصريح مؤشر خطيرإلى نوايا خبيثة للتدخل بالسيادة الأردنية ، وكأنه يعطي الضوء الأخضر للنظام السوري المستبد بتوسيع الرقعة الجغرافية للثورة السورية، في ظل قرب انهيار الإقتصاد الإيراني.
وما نشهده الأن من انتهكات على الحدود السورية الأردنية بعد فقدان السيطرة التدرجية على المقاومة السورية ، وازدياد اعداد اللاجئين السوريين في الدخول الى الأراضي الأردنية ما هو دلالة واضحة على نهاية النظام السوري .
ما نخشاه اليوم وغداً من الإندساس في المسيرتين من قِبل أحد المندسين المخربين كما جرى في 9/11/2005م في تفجير فنادق عمان الثلاثة ، كون الأعداد المشاركة في المسيرتين كبيرة ومن الصعوبة السيطرة عليها ، كما أشار لي الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام محمد الخطيب من خلال اتصالي الهاتفي به (بأننا لا نستطيع توفير خمسين ألف شرطي لحماية المسيرة) .
وسائل الإعلام الأردني الرسمية وغير الرسمية تتحدث بمداد الكلمات وبوسائلها المسموعة والمرئية عن المسيرة وعدد المشاركين والخوف من الإحتكاك بين المسيرتين بل تسعى بعض القنوات الإذاعية الصباحية على تحريض ضد المسيرتين بكلمات نابية لا تعبر إلا عن متحدثيها وكأنها تقف في المعسكر المعارض للمعارضة المطالبة في الإصلاح فقط واجتثاث الفساد من جذورة ، وتغفل عن الإندساس في المسيرة من قبل حاقدين مغرضين يهدفون إلى تعكير الصفوا الداخلي بما يسمى (الخلايا النائمة ) والتي تعتبر فرصتها الثمينة للتحرك لكي تنسب ما سيحدث إلى جهة معينة لإشعال الفتنة .
ما ستفرزه مسيرة الغد إذا لم يكن هنالك ضبط وربط بشكلٍ غير تقليدي ستكون العواقب ليس لمصلحة الوطن ولا المواطنين على كافة انتمائتهم وتوجهاتهم .
وعلى صناع القرار أن يتقوا الله بالوطن ما دام الهم مشترك في مطالبة إتخاذ خطوات قوية وحاسمة في ابراز رؤوس الفساد مهما كانت مناصبهم ومن هم فإن مصلحة الوطن أغلى واعمق من الفساد والفاسدين الذين يعملون على اجندات خاصة سوف تسئ إلى الوطن بهدف مصالحهم الشخصية .
الإقتصاد الأردني في خطر وهذه حقيقة من مصادر موثوقة، وإذا لم يتم محاسبة الفاسدين في استرجاع الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة دون الإعتماد على جيب المواطن المنهار مادياً ولم يبقى لديه ما يقدمه .
الملك عبدالله بن الحسين يسعى إلى المحافل الدولية لإطلاع المجتمع الدولي ، على التحديات الراهنة التي يواجهها الأردن على جميع الإتجهات السياسية والمالية والإجتماعية، ويرفض الإساءة إلى جده محمد صلى الله عليه وسلم من قِبل الدول التي لاتحترم الدين الإسلامي .
بينما يسعى المتلونون المتحولون إلى قمع عملية الإصلاح من خلال تحشيد الألاف للدفاع عن مصالحهم وأموالهم المنهوبة ، والخوف من ملاحقتهم قضائياً .
من خلال كافة المعطيات سالفة الذكر فإن الأمة الأردنية الإسلامية واحدة ، وإذا ما كانت الجبهة الداخلية هشة غير صلبة فإنها لن تستطيع مقاومة الأخطار الخارجية المحدقة للوطن، فيجب علينا عباد الله توحيد الصف وبأن لا نختلف فتختلف قلوبنا في ظل التصريحات الفارسية في إمتداد الثورة السورية إلى الأردن وخلط الأورق وقلب الطاولة التي نجتمع عليها ، وتفويت الفرصة على الأفاعي الذين سرقوا الوطن .