المرأة قادرة على صنع القرار
هل المراة قادرة على المشاركة في صنع القرار جنبا الى جنب مع الرجل ام ان التقاليد الهدامة التي انتقلت من جيل لجيل عبر العصور والازمان جعلت منها اسطورة بل شبح يخاف منها الرجل ويهرب اذا رآها .ان فكرة ان المراة ناقصة عقل ودين لم تاتي من فراغ فلا يوجد دخان بلا نار.من اين جاءت فكرة ان المراة ناقصة عقل ودين وانها غير قادرة على البناء واتخاذ القرارات الحاسمة مثلها مثل الرجل.لقد خلقها الله سبحانه وتعالى في احسن تقويم ووضع فيها غريزة الامومة ولكن هذا لم يمنعها من ممارسة حقها في الحياة والتعليم واختيار الزوج المناسب وحقها في الميراث وجعل منها ام للبشرية جمعاء وهي تمثل نصف المجتمع فلولاها لما نتج عندنا اسر ومجتمعات.لكن المراة تستطيع ان تلعب دور كبير في الجانب السياسي والاقتصادي اذا ما اتيح لها المجال للعب هذا الدور الحساس واذا لم يمنعها المجتمع الذكوري من ممارسة حقها في صنع القرار.
كثير من النساء الخالدات على مر العصور كان لهن دور كبير في بناء الامم والاقوام وكان لهن دور كبير في الحكم مثل ملكة سبأ والخنساء لعبت دور كبير في الساحة الادبية والشعرية في عصر الجاهلية وسيدتنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها كانت تجالس الرجال وتجيب عن اسئلتهم الدينية بعد وفاة الرسول عليه السلام .زرفاء اليمامة شخصية عربية قديمة من نجد كان معروف عنها انها ترى الشخص على مسيرة ثلاثة ايام ويروى انه في احدى الحروب استتر العدو بالاشجار وحملوها امامهم لسترهم وعدم كشفهم فرأت اليمامة ذلك فأنذرت اهلها فلم يصدقوها فلما وصل الاعداء الى قومها ابادوهم وهدموا مملكتهم وقلعوا عين زرقاء اليمامة كل ذلك كان بسبب امتهان القوم لمقدرة المراة على اتخاذ قرارات .واذا اخذنا السيدة عائشة رضي الله عنها وارضاها فقد كانت حادة الذكاء وتمتلك عقل نير وذاكرة قوية وكان لها دور كبير في نقل احاديث الرسول العظيم .كانت من ابرع الناس في القرآن والفقه.
اما الخنساء فهي شاعرة رثاء جاهلية اشتهرت بنظم شعر الرثاء في اخيها صخر.سؤال يطرح نفسه هل المراة قادرة على صنع القرار؟؟؟واذا كانت كذلك فلماذا يقف المجتمع في وجهها.اجل فعلى الرغم ان المراة وصلت لمراكز سياسية حساسة في الدولة لكن ما زالت تلك النظرة السلبية تلاحقها وتحقر من شأنها وقدرتها على صنع القرار والتغيير.الى متى ستظل المراة في زاوية البيت المظلم؟
الى متى ستظل المراة مهانة في مجتمعنا ؟اما آن الاوان ان تنفض المراة عن نفسها غبار الايام والسنين وتقف جنبا الى جنب بجانب الرجل في اتخاذ القرارات ومشاورتها في امور الحكم واتخاذ القرارات.صحيح ان المراة وصلت لقبة البرلمان لكنها ما زالت في الدرك الاسفل من التقوقع والظلم فهي مجرد نائبة شكلية او صورية لا يؤخذ بآرائها وان حاولت النهوض بنفسها وبقراراتها ياتي الرجل ويطسها بكلمات جميلة ووردية ترجعها مائة سنة للوراء.الجهل والتخلف يقف عائقا امام تقدم المراة والنهوض بها فعلينا ان نتخطى هذه الحواجز ونقف الى جانب المراة في مسيرتها لانها رمز للعطاء والحب وتقديم افضل ما لديها من مشورة ونصح لان المراة بطبيعتها معطاءة لا تبخل على الرجل بشيء ولكن هذا يعتمد على نزع الافكار الجاهلية المخزونة في عقلنا الباطن والتخلص من كل عقدنا النفسية ونفتح المجال للمراة للمشاركة الفعالة في صنع القرار.متى ياتي هذا الحلم وهل نستطيع تحقيقه ام اننا نبحث في سراب؟؟؟؟