دراسات متلاطمة
تقول دراسة منشورة بأن من يتناول الشاي بمقدار كوب يومياً فإنه يحصل على تفتُّح ذهني مميز وأن الشاي بلونيه الأسود والأخضر يمنعان السرطان.
دراسة اخرى تؤكد أن الشاي يزيد من أمراض الأعصاب ويورث الأرق والقلق. دراسة حديثة تقول ان القهوة تتسبب بشكل رئيسي برفع ضغط الدم وعلى جميع الفئات العمرية ومن كلا الجنسين ضرورة الابتعاد عن القهوة. دراسة مضادة تؤكد أن القهوة تزيد من القدرة الذهنية على التفكير والتألق وتمنح طاقة لشاربها بمقدار فنجانين على الأقل. أما عن الدراسات بحق اللحوم فإن إحدى احدث الدراسات تنصح بالابتعاد عن اللحوم لأنها سبب رئيسي لازدياد نسبة الأحماض الأمينية في الدم وبالتالي نقرس مؤلم في أطراف الشخص ,ناهيك عن تسببها برفع نسبة الدهون في الجسم والانتقال بعدها لمراحل الجلطات المختلفة.
وبعدها بيومين بالضبط تطل علينا إحدى الدراسات تنصح بتناول اللحوم بشكل متواصل حيث البروتين والفيتامين ومساعدتها على إخصاب الرجل والمرأة على حدٍّ سواء , ومد الجسم بطاقة ليست موجودة الا بمصدر غذائي موجود باللحوم. ناهيك عن دراسة متلاطمة ومتلاخمة بحق البندورة بين مؤيدة لفوائدها وأخرى معارضة تقول أنها تحوي سموماً معينة تقضي على صحة آكلها وتنصح الأم الحامل تحديداً بمقاطعتها خوفاً من احتوائها مسرطنات معينة قد تصيب الجنين بأذى .
دراسة تقول أن المرأة تعشق زوجها عندما يعاملها بحنان فعليه ان يسمعها معسول الكلام ويكثر من شراء الورود الحمراء ويشمّمها أفخر انواع العطور (على جسمه) ويكثر من الضم ولمس أطراف الأصابع حتى يثير احساس الحب في قلبها (وذلك من خلال أصابعها!!!) كما تقول الدراسة.
دراسة أخرى تؤكد ان الرجل الذي يرغب بالفوز بقلب معشوقته (الزوجة طبعاً) فعليه أن يكون خشناً غليظاً يعاملها بشيء من القسوة فهي تهوى الرجل من هذا النوع لأنه يشعرها بالأمان. حقيقةً هذه الدراسات المفصومة المتلاطمة والمتناقضة تضع الإنسان في حيرة من امره , وتجعله متخبطاً في خياراته المطروحة؛ فلا يعرف ماذا سيفعل ولا يدري ماذا يشرب او يأكل ,هل يقاطع البندورة أم يتناولها ؟! هل يشرب القهوة ام الشاي حتى يبقى نضر البشرة (وخصوصاً ان الحيرة في موضوع النضارة هذا يؤرق الأنثى) ويزيدها حيرة أكثر واكثر تلك الدراسات التي تنادي بمنع التناول. ماذا يفعل الرجل مع زوجته؟ هل يحضن ويعانق ويشعرها بدفء الحب والإحساس حتى يفوز بقلبها ؟ أم يصفعها كل يوم بكرة وعشيا (خماسي) بسبب او بدون سبب ويسقط أسنانها ويلعن صباح يللي خلفها حتى يكبر بنظرها ويشعرها بانه مصدر الامان عليها من الزمان.
لقد أوصلتنا نتائج الدراسات المنشورة والتي تعاني من حالة انفصام في نتائجها الى حالة انفصام لدى القارئ وجعلتنا نشعر بأن الدراسات التي تطلق على ذاتها اسم (علمية) تشبه دراسات الحكومة الاقتصادية والسياسية المفصومة والمتناقضة بين تلك الدراسات والوعودات من جهة وبين النتائج من جهة اخرى والتي لا تلتقي أبداً في طريق واحد مع بعضها البعض .
انصحكم بالابتعاد عن الاكثار من متابعة الدراسات العلمية في المجلات ((التجارية)) ,والابتعاد عن متابعة حثيثة تعتنون بها لدراسات الحكومات , بل والبعد أكثر عن تصديقها لأنكم إذا سلَّمتم قلوبكم الطيبة وآذانكم الوقورة لتلك الدراسات فستصيبكم حالة من التمخول والانفصام لن تعودوا بعدها لرشدكم حيث أنه لا توجد دراسة توصي بعقار مضاد لصدمة دراسات الحكومة صادرة حتى هذه اللحظة أعدكم بها .
