الشعب والحكومة من يدعم من؟
تم نشره الأحد 07 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 02:02 صباحاً

د. فهد الفانك
من المفيد متابعة المقالات اليومية التي يكتبها الدكتور رحيـّل غرايبة لأنها تطرح مواقف وسياسات جماعة الإخوان المسلمين ، فهو عملياً ناطق إعلامي بلسانهم ، وقلما يكتب خارج دائرة الدفاع عن الجماعة أو الرد على خصومها أو توضيح موقفها ، فمقاله نشرة يومية إخوانية رسمية.
يهمني من متابعة مقالات الدكتور رحيـّل فهم موقف وفلسفة وتوجهات الإخوان في الموضوع الاقتصادي ، والحلول التي يطرحونها لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة التي تهدد بأفدح الأخطار إذا استمر الحال.
مقال الغرايبة يوم الجمعة الماضية تناول قضية دعم المحروقات والسلع الضرورية ، حيث اكتشف الكاتب حقيقة مذهلة هي أن الحكومة لا تدعم الشعب في مجال المحروقات أو الكهرباء أو المواد الغذائية بل على العكس من ذلك فإن الشعب هو الذي يدعم الحكومة بدلالة أن الجزء الاكبر من الموازنة العامة مصدره الضرائب التي يدفعها الشعب للحكومة لدرجة أن رواتب رئيس الحكومة والوزراء تدفع من جيوب الشعب!!.
ليس هذا فقط بل إن الكاتب لاحظ أن مجموع الضرائب يتم تحصيلها من جيوب المواطنين (مش معقول!) ، وحتى القروض التي تعقدها الحكومة مع الجهات الممولة تصبح ويا للغرابة ديناً في عنق الشعب عليه تسديدها وفوائدها من جيب المواطن.
وبعد هذا الفهم العميق للوضع المالي وعلاقة المواطن بالموازنة العامة يقدم الدكتور رحيـّل الحل وهو: أن تقلل الحكومة من شراء السيارات لكبار رجال الدولة ، وأن تقلل المياومات والحفلات والضيافة والسفر والهـدر ، وتمنع الفساد ، وتسترد ما تم نهبه من قوت المواطنين.
مشكلة المديونية التي تتجاوز خمسة عشر ألف مليون دينار ، وسترتفع هذه السنة بمقدار ثلاثة آلاف مليون دينار ، يمكن حلها بتقليل شراء السيارات ومصاريف السفر والضيافة وما إلى ذلك من النفقات الهامشية.
من حقنا أن نتساءل: هل هذا هو البرنامج الاقتصادي والمالي الذي تأخذ به الجماعة؟ وما هو برنامجها؟ هل توافق على برنامج التصحيح (الوطني) بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي كما فعلت حكومة الإخوان في مصر أم أن لديها برنامجاً بديلاً؟ ولماذا تضغط من أجل الوصول إلى الحكم أو المشاركة فيه إذا لم يكن لديها خطة عمل اقتصادية ومالية غير تقليل شراء السيارات والمياومات والضيافة.