إصلاح المسجد من «آي باد» الى خطبة المرأة .. هل يكفي؟
تم نشره الثلاثاء 09 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 06:18 مساءً

حسين الرواشدة
ما الذي يمنع من اصلاح المساجد في بلادنا؟ ما الذي يمنع –مثلا- من الاستعانة
«بالتكنولوجيا» الحديثة لتقديم خطاب يقنع «المستمعين» ويؤثر فيهم؟ سألت الدكتور هايل داود في برنامج حواري على اثير الاذاعة الاردنية فأجابني بأنه لا توجد اية محاذير شرعية تفرض على من يقف فوق المنبر الالتزام بنمط محدد لايصال رسالته الى المصلين، واضاف: لا مانع من استخدام وسائل الاتصال الحديثة المرئية والمسموعة في «الخطبة» وثمة شاشات في بعض المساجد يمكن استثمارها لعرض «صور» تتناسب مع الخطبة وتدعم افكارها.
لم يخطر في بالي ابدا ان اختزل قضية اصلاح المساجد «بالتكنولوجيا» فالخطاب الديني اصبح بحاجة ماسة الى «المصالحة» مع علوم ومعارف اخرى، مثل الاعلام والنفس والاجتماع والاقتصاد، كما انه قبل ذلك بحاجة الى «التصالح» مع مقاصد الاسلام ومع المجتمع الذي يخاطب ومع عقول المصلين «المنصتين» الذين يرجون ان يكون «صمتهم» عبادة.
في احد مساجد «مكة» المكرمة فاجأ احد الخطباء جمهوره بالقاء خطبة الجمعة من جهاز «آي باد» بدل قراءتها عن ورقة مكتوبة، الامر الذي اثار جدلا بين المصلين، انتقل –على الفور- الى جدل بين الفقهاء، حسمه بعضهم بالاباحة، فيما حذر آخرون من توسيع الاستخدامات التكنولوجية في الخطبة كاستخدام «البرجكتور» مثلا بحجة انها تحول الخطيب الى «مدرس» في مدرسة.
خطر في بالي سؤال آخر: ما الذي يمنع «المرأة» من اعتلاء المنبر والخطابة في جمهور النساء؟ اعرف ان ثمة خلافا على مسألة «امامة» المرأة في الصلاة، لكن ماذا عن موضوع «الخطبة»؟ احد اخواننا من اساتذة الشريعة ذكر لي ان تاريخنا الاسلامي لم يشهد مثل هذه الحادثة، واجتهد بان ذلك غير مقبول شرعا، فالخطبة حصرت بالرجال فقط.
بالعودة الى اصلاح المسجد ثمة مسألتان لا بد من حسمهما: احداهما تتعلق بالنمط التقليدي للخطبة، وهذه مفتوحة لنقاش فقهي وعلمي لم يكتمل بعد، والاخرى تتعلق «بالتوظيف» حيث جرى استخدام المسجد باعتباره مرفقا عاما تشرف عليه السلطة الدينية لأغراض مختلفة، وجراء هذا التوظيف دخلنا في «التباسات» واشتباكات دينية وسياسية، حيث تسللت بعض الاهواء الحزبية والمذهبية الى المساجد، وحاولت المؤسسات الدينية ان تُماهي بين خطاب المسجد وخطاب الحكومات؛ الامر الذي حوّل المساجد الى «مجالات» للشدّ والجذب، فيما يؤكد القرآن الكريم «ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا».
اذا تجاوزنا «التقليد» و»التوظيف» فان اعتبار «المسجد» اهم مؤسسة عامة، ومرآة للاسلام وللمجتمع المسلم، ومصدر اشعاع ثقافي وديني وحضاري، كل هذه الاعتبارات تفرض علينا اعتماد «المسجد» كوسيلة «للتصحيح» والاصلاح باعتباره المكان الوحيد الذي تدخله انسانية الانسان طاهرة منزهة «بالوضوء»، وباعتباره ايضا «الجامع» المهيأ للاجتماع البشري الخالي من الزيغ والكيد والباطل.
ترى لماذا لا نفكر مثلا باخراج نقابة «للأئمة والخطباء» تضمن قيامهم بتطوير انفسهم بأنفسهم؟ ولماذا لا نفكر بانشاء هيئة مستقلة لادارة «المساجد» والاشراف عليها يشارك في عضويتها علماء ثقات؟ ولماذا لا تتوجه كليات الشريعة في جامعاتنا الى انشاء «تخصصات» في الامامة والخطابة والاعلام الاسلامي؟ ولماذا لا تقوم مؤسساتنا الدينية –الاوقاف تحديدا- باجراء دراسات علمية ميدانية حول دور المسجد ودور الخطبة؟ او باشهار «مواثيق شرف» تلزم اخواننا هؤلاء بالحفاظ على رسالة المسجد والارتقاء بدوره؟ ارجو ان نفكر في ذلك.
( الدستور )
«بالتكنولوجيا» الحديثة لتقديم خطاب يقنع «المستمعين» ويؤثر فيهم؟ سألت الدكتور هايل داود في برنامج حواري على اثير الاذاعة الاردنية فأجابني بأنه لا توجد اية محاذير شرعية تفرض على من يقف فوق المنبر الالتزام بنمط محدد لايصال رسالته الى المصلين، واضاف: لا مانع من استخدام وسائل الاتصال الحديثة المرئية والمسموعة في «الخطبة» وثمة شاشات في بعض المساجد يمكن استثمارها لعرض «صور» تتناسب مع الخطبة وتدعم افكارها.
لم يخطر في بالي ابدا ان اختزل قضية اصلاح المساجد «بالتكنولوجيا» فالخطاب الديني اصبح بحاجة ماسة الى «المصالحة» مع علوم ومعارف اخرى، مثل الاعلام والنفس والاجتماع والاقتصاد، كما انه قبل ذلك بحاجة الى «التصالح» مع مقاصد الاسلام ومع المجتمع الذي يخاطب ومع عقول المصلين «المنصتين» الذين يرجون ان يكون «صمتهم» عبادة.
في احد مساجد «مكة» المكرمة فاجأ احد الخطباء جمهوره بالقاء خطبة الجمعة من جهاز «آي باد» بدل قراءتها عن ورقة مكتوبة، الامر الذي اثار جدلا بين المصلين، انتقل –على الفور- الى جدل بين الفقهاء، حسمه بعضهم بالاباحة، فيما حذر آخرون من توسيع الاستخدامات التكنولوجية في الخطبة كاستخدام «البرجكتور» مثلا بحجة انها تحول الخطيب الى «مدرس» في مدرسة.
خطر في بالي سؤال آخر: ما الذي يمنع «المرأة» من اعتلاء المنبر والخطابة في جمهور النساء؟ اعرف ان ثمة خلافا على مسألة «امامة» المرأة في الصلاة، لكن ماذا عن موضوع «الخطبة»؟ احد اخواننا من اساتذة الشريعة ذكر لي ان تاريخنا الاسلامي لم يشهد مثل هذه الحادثة، واجتهد بان ذلك غير مقبول شرعا، فالخطبة حصرت بالرجال فقط.
بالعودة الى اصلاح المسجد ثمة مسألتان لا بد من حسمهما: احداهما تتعلق بالنمط التقليدي للخطبة، وهذه مفتوحة لنقاش فقهي وعلمي لم يكتمل بعد، والاخرى تتعلق «بالتوظيف» حيث جرى استخدام المسجد باعتباره مرفقا عاما تشرف عليه السلطة الدينية لأغراض مختلفة، وجراء هذا التوظيف دخلنا في «التباسات» واشتباكات دينية وسياسية، حيث تسللت بعض الاهواء الحزبية والمذهبية الى المساجد، وحاولت المؤسسات الدينية ان تُماهي بين خطاب المسجد وخطاب الحكومات؛ الامر الذي حوّل المساجد الى «مجالات» للشدّ والجذب، فيما يؤكد القرآن الكريم «ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا».
اذا تجاوزنا «التقليد» و»التوظيف» فان اعتبار «المسجد» اهم مؤسسة عامة، ومرآة للاسلام وللمجتمع المسلم، ومصدر اشعاع ثقافي وديني وحضاري، كل هذه الاعتبارات تفرض علينا اعتماد «المسجد» كوسيلة «للتصحيح» والاصلاح باعتباره المكان الوحيد الذي تدخله انسانية الانسان طاهرة منزهة «بالوضوء»، وباعتباره ايضا «الجامع» المهيأ للاجتماع البشري الخالي من الزيغ والكيد والباطل.
ترى لماذا لا نفكر مثلا باخراج نقابة «للأئمة والخطباء» تضمن قيامهم بتطوير انفسهم بأنفسهم؟ ولماذا لا نفكر بانشاء هيئة مستقلة لادارة «المساجد» والاشراف عليها يشارك في عضويتها علماء ثقات؟ ولماذا لا تتوجه كليات الشريعة في جامعاتنا الى انشاء «تخصصات» في الامامة والخطابة والاعلام الاسلامي؟ ولماذا لا تقوم مؤسساتنا الدينية –الاوقاف تحديدا- باجراء دراسات علمية ميدانية حول دور المسجد ودور الخطبة؟ او باشهار «مواثيق شرف» تلزم اخواننا هؤلاء بالحفاظ على رسالة المسجد والارتقاء بدوره؟ ارجو ان نفكر في ذلك.
( الدستور )