إسرائيل نحو الأنتخابات .. فلسطين ما العمل ؟

تم نشره الأحد 14 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 06:12 مساءً
إسرائيل نحو الأنتخابات .. فلسطين ما العمل ؟
حماده فراعنه

غابت فلسطين ، قضيتها ومشاكلها وتطلعات شعبها ، عن إهتمامات حكومة نتنياهو ، وأحزاب اليمين الأسرائيلي ، ودوافعهم لحل البرلمان وتقديم موعد إجراء إنتخابات جديدة للكنيست المقبلة مع مطلع العام 2013 بدل نهايته .

فالأوضاع الداخلية ، الحزبية وأولويات إهتماماتها بما يتفق مع مصالح ناخبيها وإنعكاس ذلك على الموازنة السنوية ، هي المحرك الأساسي لدفع الأسرائيليين نحو قبول قرار تقديم موعد الأنتخابات ، والتكيف معه ، فالثقة بحكومة نتنياهو وتشكيلتها والقوى المشاركة فيها ، طاغية ، على ما عداها من قوى محركة أو معارضة ، فاليسار الصهيوني ضعيف ويفتقد للقيادة وقياداته التقليدية في جيب اليمين من شمعون بيريس حتى يهود براك ، وقوى السلام والتعايش معدومة التأثير في الشارع .

لقد نجحت حكومة نتنياهو في جعل العامل الفلسطيني ثانوياً ، سواء في التأثير على مكونات المجتمع الأسرائيلي ، أو على الأمن ، وبات العامل الفلسطيني هو أحد المكونات الثانوية محدودة التأثير والفعالية في الملف الداخلي الأمني والعسكري والسياسي الأسرائيلي ، مثلما نجحت في تقزيم الفعل الفلسطيني على المستوى الدولي وقد تمثل ذلك بوضوح صارخ في فشل منظمة التحرير في تمرير طلب عضوية فلسطين كعضو عامل – دولة عبر مجلس الأمن ، وعدم القدرة لحشد 9 أصوات لتكون القضية على جدول أعمال المجلس ، ولا زالت معلقة بلا فعل يُرتجى ، ونجحت أيضاً في تأجيل طلب عضوية فلسطين كعضو دولة مراقب عبر الجمعية العامة ، لخشية منظمة التحرير من عدم الحصول على الأغلبية المطلوبة وإحتمال تغيب دول صديقة عن التصويت ، وكذلك خشيتها من ردة فعل إدارة أوباما من الأصرار الفلسطيني ، ونجحت حكومة نتنياهو في رفضها إجراء مفاوضات جدية مع منظمة التحرير مقابل وقف الأستيطان ، وإستمرت في توسيع الأستيطان في الضفة وفي تهويد القدس وأسرلتها ، وعزل الغور وتحويله التدريجي من منطقة جذب فلسطينية ، إلى أداة طاردة لأهله وسكانه على طريق تهويده وأسرلته أسوة بالقدس الشريف .

حكومة نتنياهو صاحبة مبادرات هجومية لا تلين في توظيف عوامل التفوق الأسرائيلي ، والأنشغال العربي بالربيع العربي وتفرغ النظام الخليجي الثري لتمويل ثورة الشارع العربي لمواصلة إسقاط أنظمته ، وإنكفاء أميركا نحو إنتخاباتها الرئاسية والأوروبيين بأزمته المالية ، وإستثمار ذلك كله من أجل تعزيز قبضة إسرائيل على مكونات الفعل الفلسطيني وإضعافه وشل قدرته على المواجهة وفقدان المبادرة .

إسرائيل في حالة هجوم سياسي ، وفلسطين برمتها في حالة تراجع وإسترخاء ودفاع محدود مهزوز عن النفس وعن القضية ، سواء في رام الله أو في غزة ، ولا أحد أحسن من حدا .

ونجحت إسرائيل في جعل إيران هي عنوان الأهتمام الدولي ، وتغيير الأولويات ، في المنطقة العربية برمتها ، ولم تنل إسرائيل كنظام عنصري ، ودولة تحتل شعباً أخر ، وأراضي دول مجاورة بأي إهتمام معقول ، وهذا صارخ ومؤذي ومحبط .

ومع ذلك ، لا زالت إسرائيل دولة فاشلة رغم تفوقها ، وغير قادرة على إتخاذ زمام المبادرة لمعالجة مشكلة وجودها برمته ، او إستقرارها الدائم ، بغياب أي رؤى سياسية جادة ، لصراعها مع الشعب العربي الفلسطيني ، وتتعامل معه من زاوية أمنية ومعالجة متقطعة حسب الظروف والمستجدات ، وهذا جوهر ضعفها ، وسيبقى الشعب العربي الفلسطيني ، في الداخل برمته ، يحتاج لوقفة تقييم إستراتيجي للإجابة عن السؤال ما العمل ؟؟ حركة فتح بالذات ، الشخصيات الفكرية المستقلة ، فصائل اليسار من الجبهة الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب ، إلى القوى السياسية وفي طليعتها حركة المبادرة وفدا وفصائل التيار القومي ، وكل من له علاقة بالوطن ومقيم فيه ، يحتاج لوقفة تأمل ، للبحث عن إجابة للسؤال ما العمل ؟؟.


 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات