الاختلاف أفضل من الاتفاق

تم نشره الإثنين 15 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 05:21 مساءً
الاختلاف أفضل من الاتفاق
جهاد الخازن

اعترض قارئ على اعتراضي أن يزعم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المهدي المنتظر والسيد المسيح سيأتيان لإصلاح أمور العالم.
 
القارئ قال لي في رسالة قصيرة إن ملايين الناس يؤمنون بالمهدي المنتظر. وقلت له في رسالة خاصة إن بلايين الناس لا يؤمنون بالمهدي المنتظر، ثم انني لم أنتقده أو أشكك فيه، وإنما شكوت من أنني لا أريد أن أنتظر 1400 سنة أخرى ليأتي مَنْ يحلّ مشاكل العالم.
 
في الأسابيع الأربعة الأخيرة وجدت، ولمرة نادرة، أن غالبية من القراء تؤيد المقالات المنشورة. فالعادة أن القارئ الذي يؤيد رأياً لكاتب لا يحتاج أن يراسله، ويكتفي بأن رأي الكاتب من رأيه. إلا أن القارئ غالباً ما يراسل الكاتب إذا اختلفا في الرأي، فيرسل اليه الرأي الآخر.
 
هذه المرة أيّدني القراء في ما كتبت عن النساء العربيات والاجانب، وعن اسرائيل واحتلالها، وعن الولايات المتحدة وانتخاباتها، وعن اسرائيل وتحريضها الوقح على ايران، وهذه لا تملك سلاحاً نووياً، في حين تملك اسرائيل ترسانة نووية، وعن الفيلم البذيء عن رسول الله، واعتراضي على الاحتجاجات الصاخبة والاعتداءات المسلحة التي تبعته، فهذا ما أراد الذين وقفوا وراء الفيلم، وحققت ردود الفعل ما توقعوا وطلبوا.
 
الموضوع عن المرأة عاد إليّ وأنا اقرأ ان طالبان اطلقوا النار على رأس طالبة عمرها 14 سنة هي ملالة يوسفزاي لأنها طالبت بتعليم المرأة. هم ارهابيون وهي شهيدة. اما يوسي اميتاي، وهو داعية سلام اسرائيلي بارز، فأيّد رأيي ان ابو عمار مات مسموماً ثم أيّد قيام دولة فلسطينية تنهي الاحتلال الى جانب دولة اسرائيل. وقد أيّدت مشروع الدولتين قبل ابو عمار ولا ازال افعل.
 
طبعاً، كانت هناك اعتراضات على مقالات أخرى، وبما فيها رأيي في أحداث البحرين من السنة الماضية وحتى اليوم. القارئ حر في رأيه وأنا كذلك، وأصرّ مرة أخرى على أن انتقادي يقتصر على جماعة الوفاق، وتحديداً رئيسها علي سلمان ومرشده عيسى قاسم، فهما عميلان ايرانيان ولاؤهما لآيات الله في قم قبل أن يكون لبلدهما. وقد سجلت دائماً أن للمعارضة البحرينية طلبات محقة، وأن هناك معارضة وطنية، لذلك أرجو من كل مَنْ يخالفني الرأي أن يفهم أنني لا أهاجم المواطنين البحرينيين الشيعة، وإنما فريقاً ولاؤه خارجي.
 
الاختلاف أفضل من الاتفاق لأنه يعطي فرصة لعرض آراء مختلفة، وقد انتقدت حماس واعتبرت أنها قنعت من النضال الفلسطيني بإمارة إسلامية في قطاع غزة، واعترض الأخ محمد الأحمد، وهو من جامعة كوبان للتكنولوجيا في روسيا على ما أظن، وقال إن حماس خاضت أول انتخابات نزيهة في العالم العربي، وأضاف أنني «أنتهك» حقوق نشر موضوع إنشاء إمارات إسلامية...
 
الكلام الأخير لا أفهمه، فأنا لم أنتهك أي حقوق نشر، وأعرف قوانين الصحافة والنشر بحكم العمل. أما حماس والانتخابات فأقول للأخ محمد وغيره إن الذي أجرى «أول انتخابات نزيهة في العالم العربي وكانت أولى التجارب الديموقراطية في المنطقة بشهادة الجميع»، كما يقول، هو السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس. ثم إن حماس ترفض خوض انتخابات أخرى، وقد تحدى أبو مازن الحركة مراراً وتكراراً ورفضت ربما لأنها تخشى الخسارة. وهناك انتخابات بلدية مقبلة في الضفة الغربية تقاطعها حماس، وأرجّح أن سببها خشية الخسارة.
 
في جميع الأحوال، وبالنسبة الى حماس بالذات لا أحتاج الى دفاع أو هجوم، فقد عملت مباشرة مع الأخ أبو مازن وخالد مشعل عام 2003 حتى أعلنت هدنة في 29 حزيران (يونيو) من تلك السنة استمرت حتى أواسط آب (أغسطس). وحفظت أرواح الناس من فلسطينيين وإسرائيليين، وعندي قائدا فتح وحماس شاهدان وعلاقتي بهما طيبة ومباشرة، فأرجو ألا يزايد عليّ أحد.
 
أخيراً، قارئ في البريد المنشور يسأل ما معنى أن سلمان رشدي كاتب صعب، كما قلت في مقالي عن الفيلم البذيء.
 
هو صعب بمعنى أن كتابته صعبة، لذلك يقولون إن قلة من القراء تستطيع أن تكمل أياً من كتبه حتى النهاية. وكنت قرأت له رواية «أطفال منتصف الليل» التي صدرت عام 1980، وفازت بجائزة بوكر، ولم أقرأ له شيئاً آخر حتى كنت يوماً في طريق العودة من واشنطن الى لندن عام 1988، والرحلات عادة ليلية، فأعطتني أختي كتابه «آيات شيطانية» وقالت إنه سيثير مشكلة. وهو كان مشكلة لي، فقد طار النوم من عيني وقرأته في الطائرة، وكتبت عنه بعد ذلك.
 
سلمان رشدي، كتابته الأدبية صـعبة وشـخصيته صعبة الى مستحيلة، فهو مغرور يرى أن العالم كله مدين له، وأنا لا أرى ذلك.

( الحياة اللندنية )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات