العازفون على باب زويلة

في الصحافة الاردنية اليومية ما يثير القرف والغثيان والاستنكار ايضا؛ إذ جل ما ينشر في بعضها مبني على الاستقواء ولي اعناق الحقائق، ويكفي للدلالة أن إحداها نشرت امس ان مؤسسة راصد تثمن جهود الهيئة المستقلة، علما ان «راصد» عبرت عن استهجانها من ذهاب الهيئة إلى ارقام غير ما رصدته في قضية مكتب ام السماق. اما الانكى من ذلك فهو ممارسة الردح في الموقف من المعارضة، ويكاد المرء وهو يتابع ذلك يظن أنه يقرأ من صحافة العدو، علما أن للمعارضة صحفها اليومية والاسبوعية ولم يحدث انها اجرت مرة للرد بالاساليب السوقية.
عند البعض، حتى اقامة الصلاة لا يعجبهم ان كانت بمشاركة الحركة الاسلامية، وهؤلاء القوم إنما يمارسون العداء والعدوانية استنادا إلى الاستقواء الذي يتم تأمينه لهم وفوقه مقابل، واحدهم لا يجد من كل الاشياء والامور سوى التعرض للحركة الاسلامية واطراف المعارضة الاخرى بزاويته اليومية التي ليس فيها من الحصافة والتحليل والافكار والمعلومة شيء يذكر، وآخر مثله بفارق ما لديه من الخبث والدهاء لا يتوانى عن انتهاز المناسبة تلو الاخرى للنيل من الحركة الاسلامية والاسلام، ويستمر بالاشارة اليهم انهم اقل من واحد بالمئة، ويريدون الجمل بما حمل، رغم ادراكه ان الذين بهذه النسبة فعلا يتربعون على مقاعد وزارية ومناصب عليا، ولم يشر احد من الحركة الاسلامية إلى ذلك بأي غضاضة في اي وقت، ومع ذلك يتعامى قصدا ليمارس احقاده على الاخوان تارة وحزب الجبهة في اخرى طالما انهم بصفة اسلامية.
المشكلة بطبيعة الحال ليست في ما يقترفه هذا البعض من خلال الصحافة، وانما بمن يقف خلفهم ويكرمهم مقابل ذلك، وهم إذ يدركون انهم اكثر من يعمل على تخريب الوحدة الوطنية والتوافق المجتمعي ولا يكترثون للامر، فإن امر وقفهم وكشفهم امام الرأي العام يعد واجبا ملحا لا يقبل التأجيل، وعلى المعارضة عموما ان تبدأ بذلك فورا.
هذا البعض يعتبر أي اقتراح من اجل التفاهم والتوافق الوطني حول قانون الانتخابات مضيعة للوقت وانتصارا للمعارضة، ويؤكد بحرارة ورغبة جامحة ان حكومة النسور أتت لتكمل مسيرة الحكومة التي سبقتها وليس أي أمر آخر، وهذا صحيح تماما، وهنا تكمن الكارثة!
( السبيل )