هل قرأ النسور استقالة سائد دبابنة؟

في التاسع من هذا الشهر، وفي اليوم الذي كان الناس فيه منشغلين بالتغيير والتشكيل الوزاريين، ضاع بين الرئيسين حدث مهم؛ فقد تقدم في ذلك اليوم الدكتور سائد دبابنة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي باستقالته من منصبه، وهي استقالة مسببة بأمور على درجة عالية من الخطورة.
من المرجح أن الرئيس السابق فايز الطراونة لم يطلع على استقالة الدبابنة بحكم انشغاله باستقالته الشخصية، ومن المرجح أيضاً أن الرئيس الجديد لم يطلع بدوره على الاستقالة باعتبارها وجهت لسلفه.
غير أن استقالة الدبابنة حدث مهم فعلاً بالنظر لمحتواها قبل شخصها المحترم، فهي تأتي بعد حصول إجراءات تمس استقلالية هيئة تنظيم العمل الإشعاعي، وبالذات فيما يتصل بإزاحة رئيسها الدكتور جمال شرف وتعيين شقيق مدير مشروع المفاعل مكانه رئيساً للهيئة، وذلك في مخالفة قانونية صارخة، بعد أن رفض د. شرف الموافقة على مطالب د. خالد طوقان بترخيص المفاعل النووي.
لغايات الدقة أنقل فيما يلي النص الحرفي لاستقالة الدكتور سائد:
"نظراً لعدم تيقني من قدرة هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي في الفترة القادمة من الحفاظ على الحد الأدنى من استقلاليتها المهنية المطلوبة حسب معايير الأمن والأمان النووي العالمية، وحسب الدروس المستخلصة من الكوارث النووية وآخرها فوكوشيما في اليابان، وبسبب نمو قدرة هيئة الطاقة الذرية المنفذة للمشاريع النووية على التدخل وتسيير عمل الهيئة الرقابية خلافاً للأسس المهنية المرتبطة بسلامة المجتمع، وبسبب خروقات واضحة لنصوص قانون الوقاية الإشعاعية والأمان والأمن النووي رقم 43 لعام 2007، إضافة إلى ملاحظات كثيرة لدي على عمل الهيئتين، فإني أرجو دولتكم الموافقة على طلب استقالتي من عضوية مجلس إدارة هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي".
( العرب اليوم )