رسائل دولة الرئيس

تم نشره الأحد 21st تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 05:36 مساءً
رسائل دولة الرئيس
نبيل غيشان

هل عبارة "سياسة الدعم لا يمكن أن تستمر" تعني بالضرورة رفع الأسعار؟


 رسائل عديدة طيرها رئيس الوزراء د. عبدالله النسور في جميع الاتجاهات وعلى عدة مستويات في أول إطلالة له من على شاشة التلفزيون الاردني، الرئيس كان طليق اللسان لم تعُزه الحجة في التعبير عن آرائه، وإيصال فكرته للمسؤول قبل المواطن، مرة بشكل مباشر وأخرى "مواربة".


 فقد كانت الرسالة الأولى موجهة إلى عنوان كبير بحجم الشعب الأردني، ومفادها أن الحالة الاقتصادية والمالية للدولة لم تعد تسر أحدا بل أصبحت مقلقة لدرجة اعتراف الحكومة بأن العجز في الميزان التجاري قد وصل إلى 70% من الدخل القومي وهي نسبة تتخطى الخطوط الحمر بنسبة الكلام يعطي مقدمات لا بد ان تفضي الى نتائج تقود الى رفع الاسعار الكلام يعطي مقدمات لا بد ان تفضي الى نتائج تقود الى رفع الاسعار 10% وهي نسبة لا تسمح بها القوانين الأردنية.


 لا أعتقد أن "أبا زهير" قصد تخويف الشعب الأردني من كلامه وهو الرجل المعروف بأنه لا يطلق الكلام جزافا بل سيبني عليه في قابل الأيام، وربط غاية الحكومة بخدمة المواطن الأردني عبر المحافظة على سعر صرف الدينار وعدم ضعف قدرة المواطن الشرائية.


 وهنا نعود الى مربط الفرس، والقضية التي أفسدت على الحكومة السابقة خططها و"سوّدت عيشتها" وتلخصت في رفعها أسعار المحروقات مرتين خلال ثلاثة أشهر، فهل هذه الحكومة تنوي اتباع الاسلوب نفسه؟ هل عبارة "سياسة الدعم لا يمكن أن تستمر" تعني بالضرورة رفع الأسعار؟


 إن كلام الرئيس واضح ويعطي مقدمات لا بد أن تُفضي إلى نتائج تقود إلى إزالة الدعم ورفع الأسعار، الكل يجزم بأن المشكلة الاقتصادية للدولة والمواطن هي الأهم، لكن الاختلاف على أسلوب المعالجة، هل تعود الحكومة إلى العبث بجيوب المواطنين؟ هل جيوب الاردنيين قادرة على تلبية طلبات الحكومة؟ هل الظروف السياسية مواتية لمثل تلك الإجرءات؟.


 أعتقد أن المرحلة باتت في غاية الحساسية لدى الدولة والمواطن وهناك سباق محموم لإنجاح العملية الانتخابية بعد أن شهدنا تصعيدا من "المقاطعين" الذين أذهلهم نجاح عملية التسجيل للانتخابات، ووجدوا أنفسهم خارج المعادلة السياسية وهم يحاولون التغطية على "تهورهم" بالعمل على إفساد الأجواء والتشكيك بنزاهة الانتخابات قبل بدئها.


 وهنا يأتي دور الدولة في تهدئة الأجواء عبر عدم اللجوء إلى إجراءات اقتصادية تثير غضب الشارع ريثما تُجرى الانتخابات على الأقل، لا بل على الدولة أن تسعى إلى التهدئة والإفراج عن موقوفي الحراكات الشعبية أو استصدار عفو خاص عنهم قبيل عطلة العيد.


 أما رسائل النسور الأخرى فقد طارت باتجاه الرأي العام والدولة، لتؤكد أن رئيس الوزراء هو الرجل الأول الذي يدير دفة السلطة التنفيذية التي كلفه بمهمتها جلالة الملك، ويسيطر على "الولاية العامة"، وهنا سمعناه يقول: "أنا الذي أقود هذه الحكومة بأجهزتها كافة، مدنية وعسكرية".


 ولم يبخل د. النسور بكلمات هادئة دافئة بحق جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك الحراكات الشعبية، فاعتبر الأولى "من لوازم الديمقراطية" وقال في الحراكات: إن نشاطها "لا يعتبر خرقا للقانون" وهذا كلام جميل بحاجة إلى مد خيوط أكثر مع الطرفين، لا سيما الحراكات الشعبية من أجل بناء توافق وطني جديد حول أسلوب العمل والتعبير في الشارع ما دامت الأطراف جميعها لا تريد إلا إصلاح النظام ولا أحد يريد الفوضى، بل يهمه الاستقرار والهدوء في البلد.


 إن حركة الحكومات في الأيام والأسابيع المقبلة ستقاس من جانب الرأي العام بمقياس الذهب، بما لا يتخطى قدرة المواطن على التحمل اقتصاديا، ولا سيما وأن المواطن "يتعشم" خيرا في دولة الرئيس القادم من جناح المعارضة للحكومات الأربع السابقات.

( العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات