مباراة المنتخب الوطني

مهما بلغت نزاهة الانتخابات المقبلة فإنها ستفرز بالنتيجة مجلسا نيابيا مختلفا عليه، وايا كانوا النواب المنتظرين، بمن فيهم من يجري التحضير لهم ليكونوا نوابا من الوزن الثقيل ويطلق عليهم نواب الدولة، رغم ان رئيس الوزراء الجديد انكر وجود مرشحين لها، فإنهم جميعا لن يغيروا من واقع النظرة الى مجلس النواب باعتباره مسيرا ولا يملك قراره. ويضاف الآن الى ما في الامر من عيوب قصة تصنيفهم على اساس الوزن، فرئيس وزراء كنائب ليس كوزير نائب، والثاني ليس كمتقاعد، والاثرياء كنواب ليسوا كالعشائريين، وهكذا وصولا الى اقل الاوزان، وعلى اساس ان الرطل رطل ونصف، والوقية مجرد غرامات او طباشة البائع.
مجلس النواب المنتظر ستنبثق منه حكومة برلمانية حسب ما تم الافصاح عنه، ما يشير الى ان رئيس الحكومة المنتظرة بعد الحالية سيكون نائبا، وان وزراء معه سيكونون من النواب، غير ان اختيارهم على اساس الوزن الثقيل سيغضب الاقل وزنا ويحولهم الى مشاغبين بثوب معارضين، وعمل خلطة من الاوزان كافة سيدفع الذين لا يقع عليهم الاختيار الى الحرد، ومراضاتهم تعني تحويلهم الى دائرة التنفع والابتزاز. اما الاكتفاء برئيس نائب فقط ليقال إن الحكومة برلمانية فسيفضي الى مجلس يتابع الرئيس على قاعدة التبادل مقابلاً بمقابل، وبالامكان تخيل عشرات السيناريوهات لحكومة برلمانية من مجلس على اساس الاوزان، تحكمه المواقف الشخصية وليس الانتماءات السياسية.
ستجد المعارضة نفسها بعد الانتخابات امام واقع اسقاط النواب والحكومة من جديد، وستكون الحكومة امام واقع مواجهة المعارضة وارضاء النواب، وسيكون مجلس النواب امام واقع استغلال الحكومة والاشتباك مع المعارضة، وستكون مؤسسة النظام على قلق واستنفار دائم لابقاء احكام السيطرة، والاجهزة الامنية ستظل بحالة طوارئ واستعداد، وسيكون القصر امام مشهد يتكرر بذات الوسيلة والادوات، والشعب منقسم بين الجميع وموالاة وغير موالاة.
واقع الحال مؤطر بشتى انواع الازمات؛ ازمة السير، ازمة مياه، ازمة سكن، ازمة المديونية، ازمة سياسية، ازمة نظام، ازمة حكم، ازمة اقتصادية وغير ذلك. ثم، الاعلام مأزوم، الناس مأزومة، الخزينة مأزومة، التعليم مأزوم، البلديات مأزومة، وايضا وحتى لا يقال هناك محاباة المعارضة مأزومة، والاحزاب والنقابات والجمعيات، والنوادي الرياضية، وليست الليلة الوحيدة التي تعيش ترف السقوط دون اكراه كما هي الحال على كل ما ذكر، وليس بالامر مكرها اخاك لا بطل، ثم اين هم هؤلاء الابطال هنا. ومع ذلك كله هناك من يعيش ترف الاطمئنان ويريدها اسوأ مما هي عليه، ومع ذلك هناك من يسأل عن اسباب خسارة المنتخب الوطني.
( السبيل )