"الدهن والعتاقي" في الإدارة السياسية الأردنية

يوجد في الأردن عدد من الرجال ممن عملوا في الحكم في فترات سابقة، وتجري العودة اليهم والاستعانة بهم بين زمن وآخر عند الأزمات، وخاصة عندما يعز الرجال من شباب الجيل الجديد.
في الحالات التي تكون فيها تلك الاستعانة موفقة، تسري موجة اطمئنان شعبي تتفاوت من حالة الى أخرى، ويجد قسم كبير من الأردنيين في الأوساط الشعبية أنفسهم أمام واحدة من تطبيقات مبدأ: "الدهن بالعتاقي"، اما في الحالات التي لا تكون فيها الاستعانة موفقة، فإن هذا القسم ذاته من الأردنيين يعتبر الأمر مجرد تطبيق لمبدأ "من قلة الرجال"، بينما تفضل أوساط النخب في كل الحالات استحضار فكرة "الحرس القديم".
لا ينبغي ان ننسى أن "دهن العتاقي" كان مفضلاً بالمطلق فقط في الأيام التي كان فيها الدهن على العموم مفضلاً كمصدر هام ونادر للطاقة، وهو أمر قيد النقاش اليوم بعد أن أصبح الدهن يثير القلق باعتباره مصدر شحوم تتراكم في الجسم فتسبب المرض. غير أن حالة الدهن المعاصرة هذه لا تكفي لوحدها للحكم على أن رجال الحكم السابقين لا يرجع اليهم إلا عند قلة الرجال او كحرس قديم، فالدهن عموماً لا يزال ضرورياً بشرط أن يكون مدروساً.
ليس عمر الشخص أو وقت ممارسته الحكم أو مدتها، هي العناصر الوحيدة التي تكفل لصاحبها الانضمام الى العتاقي ذوي الدهن المفيد، فهناك عدد من العتاقي (أطال الله أعمارهم) غير أنهم لا يزالوا يربّون الدهن على أجسادهم الشخصية فقط.
إن الأمر كما ترون مرتبط بتعريفنا للدهن وللعتاقي في كل حالة.
( العرب اليوم )