شكرًا للمخابرات

تم نشره الثلاثاء 23rd تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 05:27 مساءً
شكرًا للمخابرات
نبيل غيشان

الأمن الوطني .. مشروع حياة أو موت لا يمكن تأجيله أو التساهل فيه .


 شكرًا لنشامى دائرة المخابرات العامة على جهودهم في إحباط المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف الأمن الأردني، شكرًا لهم، لأن يقظتهم وسهرهم أعادا لنا الثقة بالدولة وأجهزتها. فنعمة الأمن والاستقرار لا يعرفها إلاّ من اكتوى بنيران الحروب والنزاعات الداخلية التي أضاعت شعوبًا ودولاً .


 اللحظة التاريخية في الإقليم خطرة جِدًا، ورؤوس كثيرة باتت مطلوبة ، كما الأوطان أصبحت مستباحة . فهناك من يُخطط بدهاء وهناك من يتآمر وهناك من ينفذ،لكن المهم ان نكون بكامل وعينا ولياقتنا الأمنية، فالحصانة للنظم السياسية لا تتأتى إلاّ من شعوبها ودعم من جيوشها وأجهزتها الأمنية، التي تراقب وتتدخل عند الخطر.


 إن الأمن الوطني، مشروع حياة أو موت، لا يمكن تأجيله ولا يمكن التساهل فيه، لأن غول الإرهاب قد يأكل الأخضر واليابس، ويجر الناس إلى "مغارته المسحورة" من دون أن ينتبه المتحمسون للفوضى إلى مواطئ أقدامهم التي قد تنزلق في لحظة إلى هوة عميقة لا يمكن الخروج منها.


 لا يمكن المفاضلة بين الأمن والديمقراطية، فكلاهما مهم وكلاهما مرتبط بالآخر، فالأمن والاستقرار ينتجان مناخ الديمقراطية الحقيقية ويقودان إليها، وعلى العكس منهما؛ الفوضى لا يمكن ان تقود إلى الديمقراطية أو التحديث.


 ويمكن أن نتجاسر ونقول إن مشروع الانتقال إلى الديمقراطية والاصلاح يمكن تأجيله كأي مشروع استثماري إلى حين توفر الجدوى الاقتصادية من إقامته والقدرة على إدامته، لا بل إنه يعتقد أن لا مشكلة مع بقاء "التصرفات المخالفة للديمقراطية وحقوق الإنسان" إذا ما توفر عنصر الأمن والأمان للمواطن.
 والمواطن الأردني، إذا كان يعتز بشيء فهو اعتزازه غير المحدود بالأجهزه الأمنية التي وفرت له الأمن والاستقرار، فغدا بلده وبيته واحة أمن ومثالا في المنطقة، قد يجوع الأردني، وقد لا يجد قوت عياله، لكنه لن ينسى فضل الأمن والأمان على نفسيته وسكينته.


 والتجارب كثيرة، تمتد من لبنان ، البلد النموذج الذي سعى العرب إلى تقليده، لكن ابناءه "كفروا بجنتهم" فتحولت الأحزاب إلى طوائف والأفراد إلى مليشيات. وفي العراق تَحوّل "التحرير" إلى تفجير البلد والمنطقة بأسرها وانهيار النظام العربي، وبالتالي دخول الجيوش الأجنبية التي أيقظت مصالح جيران العراق ومطامحهم إلى أن تحول الاحتلال إلى صراع داخلي فكك البلد وقسمها إلى طوائف وحارات. وفي فلسطين حول "الأخوة الأعداء" قضية العرب المقدسة ونضالهم ضد الاحتلال إلى صراع على السلطة وتسديد فواتير قوى اقليمية واصبح الثوار وسطاء للتهدئة مع الاحتلال.


 فالديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان، شروط أساسية لقيام الدول واستمرارها لأنها تجلب الاستقرار للنظم السياسية والسعادة للناس ، لكن ذلك لا يُجدي نفعا مع غياب الأمن الذي يتهاوى اذا لم يعرف الأفراد والمجموعات أهمية الأمن الذي لا ينفصل عن الحزم والعدل والمساواة والمحاسبة والشفافية.

( العرب اليوم )




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات