عقب خدمة 17 سنة ..معلم يشتري سيارة ب800 دينار وبالتقسيط
المدينة نيوز - عزم اخيرا على ابتياعها، عقب طول انتظار وانقضاء سبعة عشر عاما على خدمته في وزارة التربية، دون ان يملك سيارة تقله ويقضي بها حاجاته وحاجات اسرته الخاصة ..
المعلم ابراهيم الهواوشة فرغ اخيرا من تسديد اقساط سيارته البالغ ثمنها 800دينار، وماركتها "سوبا رو"موديل 1986، التي استمر عاما كاملا في دفع اقساطها لزميل له باعه اياها .
ربما كانت الواقعة باعثة على التندر ..غير انها في الوقت ذاته تأذن بتسلل مشاعر الالم الى نفس المتابع لها، لما آل اليه حال المعلم، صانع الحضارة وباني العقول وغارس الافكار.
يقول الهواوشة ل"السبيل" انه تعين في في وزارة التربية والتعليم عام 1995، وكان يتقاضى في حينها راتبا يقدر ب150دينارا فقط، ثم حصل على علاوة 25% ادت الى زيادة دخله بضعة دنانير.
تزوج الهواوشة، وبدأ بدفع اجرة منزله الكائن في محافظة مأدبا والبالغة في ذلك الحين 70دينارا، وكان يحلم باقتناء سيارة توفر عليه عناء استخدام وسائل النقل المختلفة، غير انه رزق باطفال، فاضطر حينها لتأجيل حلمه، وبدات الطلبات تتكاثر عليه في ظل راتب لايزال يراوح مكانه وكانه اقسم اليمين على الا يتبدل .!!
ومابين الالتزامات الاسرية وشروعه في تسجيل ابنيه في المدارس، وثالثهم ما زال في المهد طفلا يحتاج الى الحليب و"البامبرز" وغيرها من المطالب، بدا حلم اقتناء السيارة يتلاشى حينما كان يرتب اوليات مصاريف الزوجية .
احد زملاء الهواوشة كان يمتلك سيارة "السوبارو" تلك، واستمر استخدامه لها مايزيد على ال24عاما، وحينما تقاعد العام الماضي قرر شراء سيارة اخرى اكثر حداثة، وفي ذات الوقت كان عازما على تحفيز صديقه الهواوشة لتحقيق حلمه باقتناء السيارة .
عرض الزميل على الهواوشة شراء سيارته وبالتقسيط لمدة عام، الفرحة اشرقت في قلبه .. فتحقيق الحلم بات قاب قوسين او ادنى منه ..وعلى الفور وافق ودفع له من دخله الشهري 200دينار، واقترض 200دينار اخريات وقسط ال400دينار على 12شهراً.
بحسرة يزفر الهواوشة الذي تسلم مسؤولية الملف القانوني في نقابة المعلمين انفاسه المحبوسة، قائلا :"للاسف هذا ما آل اليه حال معلمنا، بينما يسعد معلمو العالم ياختيارهم مهنة التدريس على اعتبارها اقدس المهن واكثرها دراً للمال ونقلا للعلم ".. فالمعلم في اليابان يحصل على راتب وزير، ويملك حصانة النائب.
ويختم متسائلاً: هل سيأتي اليوم الذي يحظى به معلمو الاردن بما حظي به معلمو العالم من الرفعة الاجتماعية والاكتفاء المالي والتعزيز الانساني ..!!
( السبيل )