200 ألف مواطن يعانون من الاكتئاب والنساء الأكثر إصابة
المدينة نيوز - يقدر عدد المصابين بالاكتئاب محليا من الاردنيين مئتي الف شخص فيما يبلغ عدد الذين يعانون من الاكتئاب عالميا حوالي 350 مليون شخص وفق لمنظمة الصحة العالمية.
وتشير المنظمة الى ان اقل من 30% منهم يتلقون العلاج اللازم حيث ان معظم حالات الاكتئاب الشديدة قد تؤدي الى الانتحار، وبحسبها فان عدد الاشخاص الذين يقتلون انفسهم بسبب حالات الاكتئاب غير المعالجة في كل عام حوالي مليون شخص، فيما تقدر نسبة الاشخاص الذين يتعرضون لاضطرابات نفسانية خلال فترة حياتهم بواحد من بين كل اربعة اشخاص حول العالم.
وقد شارك الاردن دول العالم الاحتفال مطلع الشهر الحالي باليوم العالمي للصحة النفسية تحت عنوان ( الاكتئاب ازمة عالمية ) والذي يصادف العاشر من تشرين الاول سنويا .
ويتعرض الإنسان في مختلف مراحل عمره الى عديد من التجارب منها القاسي بما يؤثر عليه سلبا وصولا للاصابة باحد الامرض النفسية فيشعر نتيجة لتحطم احلامه بان لا امل ولا نافذة جديدة لديه .
السيدة ربى (45) سنة اصيبت بالاكتئاب الشديد بعدما اكتشفت انها مصابة بسرطان الثدي حيث بدات بالانعزال تدريجيا عن الاقارب والمعارف وحتى المقربين منها .وكانت تغلق النوافذ والستائر كي لا ترى احدا وصولا الى اخذ الحبوب المنومة للهروب من الواقع .
الا ان انضمامها الى مجموعة سند التابعة لمركز الحسين للسرطان والتي تعنى بمساندة المصابات بسرطان الثدي ودعمهن معنويا واجتماعيا ونفسيا للخروج من مرحلة العزلة استطعن ذلك مع مرور الوقت .الامر الذي تطلب من( ربى ) ثمانية اشهر للرجوع الى حياتها السابقة .
وتتمثل اعراض الاكتئاب وفقا لمدير المركز الوطني للصحة النفسية الدكتور نائل العدوان في حديثه لـ «الراي» بتدني المزاج المصحوب بقلة النشاط , فقدان الطاقة وعدم الاستمتاع , اضطراب النوم , فقدان الشهية وفقدان الوزن والشعور بالذنب ,ولوم النفس , السوداوية و التفكير بالموت وصولا الى التفكير بالانتحار .
ويختلف الاكتئاب عن الحزن -بحسب العدوان -حيث يكون الاخير عادة كردة فعل ومؤقت ويخف تدريجيا مع مرور الوقت فيما يشترط في الاكتئاب استمراره لاكثر من اسبوعين ويزداد مع الوقت .
ونفى العدوان وجود سن معين للاصابة بالاكتئاب مشيرا الى انه يزداد في منتصف العمر وتصاب به السيدات اكثر من الرجال ,ويزداد ايضا مع تقدم العمر المصاحب لوجود الامراض الجسدية .
وتتمثل العوامل التي تزيد الاكتئاب بحسب العدوان بالتعرض للضغوطات النفسية والفقدان والخسارة , الامراض الجسدية , الجنس الانثوي و الادمان على المخدرات والكحول .مؤكدا ان الاكتئاب لا يعد مرضا وراثيا بحتا الا ان احتمالية الاصابة به تزداد عند الاشخاص الذين يوجد لديهم تاريخ عائلي في هذا السياق .
ويتضمن علاج الاكتئاب العلاجات السلوكية والدوائية التي تختلف من شخص الى اخر بحسب العمر والجنس والوزن ووجود الامراض الجسدية .
وبين ان 50% من حالات الاكتئاب التي تتناول العقاقير المعالجة تتحسن وتستجيب للادوية فيما لا يكون العلاج فعالا مع النصف المتبقي من الحالات .
ويعد تقليل التعرض للضغوطات والترفيه عن النفس الطريقة الانجع للوقاية من الاصابة بالاكتئاب .كما تستطيع اسرة المصاب واصدقائه مساعدته للخروج من دائرة الاكتئاب من خلال اشعاره باهميته ومحبته وتشجيعه وتحفيزه على العلاج .
( الرأي )