فضيحة «الإخوان» عــنــد الــكــالــوتـــي

فقط 20 قياديا وكادرا وصديقا من الإخوان المسلمين يعارضون معاهدة وادي عربة.

 ففي الذكرى الثامنة عشرة لتوقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وبعد دعوة الاعتصام التي وجهتها الجماعة، اعتصم أمام مسجد الكالوتي في منطقة الرابية عصر أمس 20 شخصا، شعر عندها رجال الأمن العام الذين حضروا لمكان الاعتصام بالخجل فغادروا قبل أن يُلقي أحد قياديي الإخوان كلمة الجماعة في الاعتصام.
 هذا هو اللعب السياسي المكشوف

 الذي تمارسه جماعة الإخوان، تنفخ في الشعارات عندما تريد، و"تخنث" المواقف عندما يطيب لها ذلك.

 فضيحة بالمعنى السياسي وقعت فيها قيادة الإخوان في اعتصام الأمس، ورسالة للجانب الإسرائيلي يمكن أن تقرأ على أكثر من وجه، وهي لا تُعبِّر بأية حال عن الموقف الشعبي والحزبي والوطني من معاهدة وادي عربة، المرفوضة شعبيا ووطنيا، والمجمدة رسميا.

 كان بإمكان قيادة الإخوان أن لا تدعو للاعتصام إذا كان العدد المتوقع للحضور بهذا الشكل الضعيف، وتكتفي بإصدار بيان في الذكرى، مثلما تفعل يوميا، حيث تُصدر موقفا عن كل حدث يقع في البلاد، حتى لو كان إشاعة، ومن دون معلومات، مثل التصريح الصحافي الذي صدر أمس حول وجود قوات أجنبية على الأرض الأردنية.

 لكن قيادة الإخوان تصمت عندما يتعلق الأمر بنظرائها في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، فلم نسمع سوى العتب على رسالة الرئيس المصري محمد مرسي إلى "صديقه العظيم" شمعون بيريز، والصدمة التي شعر بها حمزة منصور من اللغة الصديقة بين مرسي وبيريز، ولم يصدر بيان واضح حول الرسالة مثلما لم يصدر شيء عندما بعث مرسي سفيرا إلى تل أبيب ذهب متحمسا لضرب الأنخاب مع بيريز.

 لم نسمع شيئا عن تعميد الانقسام الفلسطيني وتجذيره، عندما استقبلت قيادة حماس في قطاع غزة ممثلة بزعيم غزة إسماعيل هنية أبو العبد وقرينته "أم العبد" أمير قطر وقرينته الشيخة "موزة"، رغم أن خطورة الزيارة على الوضع الفلسطيني لا تخفى على أحد، لأن محاولات تبرير هذه الزيارة بحجة اطلاق مشروعات لإعادة اعمار قطاع غزة لا تنطلي على أحد، وتصب في خدمة محاولات التلاعب بوحدانية التمثيل الفلسطيني وتمزيقه وتكريس الانقسام وتعميق واقع الانفصال بين غزة والضفة الغربية بما فيها القدس. إضافة إلى وجود مشروعات قائمة في قطاع غزة منذ سنوات بدعم دول عربية أخرى لكنها تعمل بصمت بعيدا عن وسائل الإعلام.

 منذ اعتصام 5 تشرين الثاني لم تنظم جماعة الإخوان أي نشاط سياسي، وهذا الاعتصام "الهزيل" جاء بعد نحو ثلاثة أسابيع من الراحة، فهل هذا يُعبِّر فعلا عن موقف الجماعة من العلاقة مع إسرائيل، أم هو كما قال أحد السياسيين "لجماعة الإخوان عينان، واحدة على الحوار، وأخرى على الشارع".

( العرب اليوم )