نحو سياسة تجارية

تم نشره الجمعة 26 تشرين الأوّل / أكتوبر 2012 12:51 صباحاً
نحو سياسة تجارية
د. فهد الفانك

يتنافس العراق والولايات المتحدة على المركز الأول في تجارة الأردن الخارجية بمقياس الصادرات ، وهما يتبادلان المركزين الأول والثاني من وقت لآخر.


ما يرفع حصة العراق من الصادرات الأردنية هو أهمية بند تصدير بضائع مستوردة (إعادة تصدير). وما يرفع حصة أميركا من الصادرات الأردنية هو مبيعات المناطق الصناعية المؤهلة ، وهي صناعات أجنبية أساساً مقامة في الأردن للاستفادة من التسهيلات والإعفاءات الأميركية.


في الحالتين نجد أن العنصر الوطني ( المحلي) من الصادرات إلى البلدين المذكورين متدن ، وأن العنصر الأجنبي هو السبب في ارتفاع حصتهما ، وفي الحالتين تكون القيمة المضافة عند الحد الأدنى.
لكن هذا الوضع يظل أفضل من ميزان التجارة مع الاتحاد الأوروبي ، حيث لا تزيد صادرات الأردن إليه عن ُعشر مستوردات الأردن منه وهو وضع غير طبيعي وغير قابل للاستمرار.


لا يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يعتذر عن تقصيره في الاستيراد من الأردن بعدم وجود منتجات أردنية كافية مستوفية للشروط والمعايير الدولية ، ذلك أن الأردن يستطيع تزويد أوروبا بجزء هام من احتياجاتها من الأسمدة والبوتاس والفوسفات التي تستوردها من مصادر أخرى. كما يستطيع تصدير كميات أكبر من الخضراوات والفواكة وخاصة في مواسم معينة فيما يتعلق بإنتاج الأغوار إذا تم الغاء نظام الكوتا والرزنامة الحمائية.


لماذا يظل الميزان التجاري مائلاً لدرجة فادحة ولا تجري أية محاولة للاقتراب من حالة التوازن وتقليص العجز؟ أغلب الظن أن السبب يعود لغياب الضغط الأردني ، فنحن نقبل هذا الوضع الشاذ ولا نطالب بتصحيحه وليس لدينا سياسة تجارية للتحول إلى مصادر أخرى للاستيراد.
بانتظار الاهتمام بهذا الموضوع يجب ملاحظة أن المعونات المالية الأوروبية للأردن محدودة جداً ، ولم يصل منها شيء خلال الشهور الثمانية الأولى من هذه السنة ، بل إن هذه المساعدات انخفضت بعد توقيع اتفاقية الشراكة بين الجانبين.


لا يتوقف الأمر عند ضعف الميزان التجاري مع أوروبا ، فالميزان التجاري مع الصين أسوأ ، ولا تكاد الصين تقدم دعمأً مالياً يذكر للاردن لتعويض هذا الوضع الشاذ.


صحيح أن الأردن يتبع سياسة الانفتاح التجاري وفق اتفاق التجارة الحرة العالمية ، ولكن هذا لا يحول دون وضع سياسة تجارية محددة ، هدفها زيادة التصدير وتقليص الفجوة المتزايدة بين الصادرات والمستوردات، ووضع العلاقات التجارية مع مختلف الدول والاتحادات التجارية على أسس أكثر عدالة وتوازن.

( الرأي )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات