العميل المأجور يمنحنا هدنة..!
عندما قالها بشار (ان زلزالنا سيضرب المنطقة كاملة ) بدأ الجميع يتحسس على رأسه ويبحث في ملفاته المفتوحة على مصرعيها حيث توقع الجميع ان تكون أماكن وتوقيت الزلازل الموعودة ستكون في مراكز الفوالق الضعيفة التي تكثر بأنظمتنا وتتكاثر في تركيبتنا السياسية والأمنية .
كان متوقعا ان تبحث رؤوس النظام السوري بالتعاون مع المنظومة الحاضنة لهذا النظام عن مواطن الضعف لكل المهتمين بالشأن السوري والعاملين على حل المسألة بغض النظر عن اهدافهم في ذلك، فكل الانظمة التي تجرأت على الخوض في تفاصيل المشهد السوري كانت في غفلة عن مدى خبث النظام السوري سابقا ولم تكن تدري ان النظام السوري يملك الوظيفة ولا يصنعها ولا يملك قرار تركها حتى .. ويجير كل الامور العملياتية لصالح هذه الوظيفة التي ما تعدت مهمة (الجاسوس المأجور).
فبداية النظام السوري الحالي كأمتدادا لنظام العراب الأكبر (حافظ الاسد) كانت فعليا في حرب النكبة 1967 حين كان (حافظ الاسد) قائدا لسلاح الجو السوري.. لتكون اول انجازاته اعلان سقوط القنيطرة بيد العدو الصهيوني ولم تكن أيله للسقوط حينها بل كانت حصنا امينا بيد الجيش السوري الذي تفاجأ بإعلان السقوط وأوامر الانسحاب التي تلقوها منه مباشرة (حافظ الاسد)، وبنفس الوقت كان الغموض يلف اسباب تخاذل القوات الجوية السورية عن مهمتها المفترضة وأسباب امتناعها عن تقديم الغطاء الجوي للقوات الاردنية في حرب ال 67.. بل قام بعدها حافظ الاسد بتحميل الاردن مسئولية الهزيمة وسقوط الضفة الغربية بيد العدو الصهيوني..
وبالمقابل قام بالانقلاب على صلاح جديد وعلى نور الدين الأناسي .
وفي لبنان استطاع النظام السوري اللعب على جميع الحبال لالتقاط مراكز القوة فيه ، بدأ دوره بدخول لبنان كقوة ردع على المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتحالف مع الكتائب اولا وتقلبت تحالفاته حتى تحالف مع الجميع تباعا وعبث بالجميع تواترا.. ثم ليقوم بخذلان الجميع والتغول عليهم , وفي حرب الاجتياح عام 82 حيث كان دور قواته المتواجدة في لبنان اشبة بدور اعمدة الكهرباء المطفأة والتي وضعت في نصف الطريق فلا هي أضاءت الطريق ولا تركت مجالا لأحد ليسير في هذا الطريق وكان على الجميع هناك ان يرى الاحداث من خلال هذا النور الذي كان عليهم ان يتخيلوه أولا..
وفي المسألة العراقية كان الدور السوري اشبه بالأحاجي المتتالية التي ما لبث ان فك احداها برز الاخر بحيث ينسف كل الفرضيات السابقة.. فالعلاقة كانت دوما ضبابية من النوع الأسود وبرغم التطابق الايدولوجي المفترض مع نظام الرئيس الراحل صدام حسين كان حافظ الاسد يعبث دوما بالأمن العراقي وعلى علاقة دهاء مع العراق فقد كان نظام الاسد يعمل على استضافة ودعم مستمر لأحزاب دينية طائفية وكردية انفصالية عملت ضد حزب البعث العراقي المطابق ايدولوجيا للحزب الذي ( تشعبط) عليه حافظ الاسد لينقض على الحكم.. وبعد سقوط العراق اصبح النظام السوري يعمل على دعم ظاهري لفصائل المقاومة العراقية وحتى البعثية منها ضد حكم من دعمهم سابقا.. وبنفس الوقت يعمل على قتلهم أو تسليمهم بطريقة ما الى السلطات العراقية..!