أين الخيارات البديلة؟

تم نشره الخميس 01st تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 12:46 صباحاً
أين الخيارات البديلة؟
د. فهد الفانك

كلما اقتربت الحكومة من قرار إصلاح بعض جوانب الدعم الاستهلاكي ووقف النزيف المالي الذي ينتفع به الاغنياء والفقراء على قدم المساواة، طلع البعض علينا بالخيارات البديلة التي على الحكومة أن تلجأ إليها بدلاً من رفع الأسعار.
الخيارات البديلة، إن وجدت، قد تكون أسوأ من الخيار الواضح. في اليونان وإسبانيا وبريطانيا مثلاً أخذت الحكومات بخيارات بديلة فاستغنت عن عشرات الآلاف من الموظفين لينضموا إلى جيش العاطلين عن العمل الذي وصل في بعض الحالات إلى 25%، وخفضوا رواتب الموظفين الباقين بنسب تصل إلى النصف، فهل هناك من ينصح بإجراءات كهذه لمجرد التمتع بالمحروقات والكهرباء بنصف كلفتها الحقيقية.
هناك بالفعل خيارات معقولة، ولكنها تبقى خيارات مطلوبة على اي حال، وليست بديلاً عن إصلاح نظام الدعم الفاسد الذي كبر واستمر لمجرد كسب الوقت وترحيل المشكلة والحفاظ على الشعبية وإتقاء شر أصحاب الأصوات العالية.
وهناك بديل جذاب يصلح كشعار شعبي يستخدم يومياً كحل سحري لجميع مشاكل الدعم والمديونية وعجز الموازنة وهو استرداد الأموال المنهوبة، مع أن استرداد هذه الأمول في دولة القانون مناط بالقضاء العادل وليس بالمحاكم الثورية. وتقوم دائرة مكافحة الفساد بتحويل شبهة فساد إلى القضاء بمعدل واحدة كل ثلاثة أيام عمل، ولم تقدم حتى الآن أدلة تدين أحداً، فلم يتم تحصيل شيء، ولو تم فإنه يخص الشركات ذات العلاقة وليس إيرادأً للخزينة. وحتى إذا كان إيراداً للخزينة، فهل المطلوب استخدام حصيلة استرداد أموال الفساد لتمويل استهلاك المحروقات؟ وإذا جاز ذلك هذه السنة فهل يستمر الدعم في السنوات القادمة أي بعد استرداد الأموال المنهوبة؟ هل الفساد مصدر تمويل دائم لسد العجز وتسديد المديونية ودعم السلع والخدمات.
إذا حصلت المعجزة وتم استرداد أموال منهوبة، فإن الاستعمال الصحيح لها هو تخفيض المديونية، وليس تمكين مليون سيارة خاصة من حرق المزيد من البنزين بأسعار مدعومة.
خطأ كبير يقع فيه من يصنفون المعترضين على إصلاح الدعم بأنهم حريصون على مصلحة الشعب، وأن مؤيدي الإصلاح هم أعداء الشعب، والحقيقة عكس ذلك تماماً وإن كانت الخدعة تنطلي على كثيرين.( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات