مع صيحة الديك

يخضع تقسيم النهار والليل لاعتبارات تتجاوز الساعة ومواعيدها المنضبطة، إن الساعة لم تسيطر بالكامل على التوقيتات.
في الثقافة الشعبية، يوجد طيف واسع من المفاهيم، وتعالوا نتابع:
لا يقتصر الاستيقاظ الباكر على "طلوع الفجر" أو "فَجّة الضو"، ولا حتى على "صيحة الديك" ولا على "قولة الله أكبر" أو "طلوع الشمس"، فهناك ما يسبق كل ذلك ويشير الى دقة أكبر في المفاهيم، فالفلاح الجاد كان يستيقظ مع "حَنّة الناقة"، وهو صوت جميل تصدره الناقة قبل الفجر ويعد أبكر وقت للاستيقاظ.
سوف يلام مَن لا ينهض مع اكتمال طلوع الشمس، وسيأتي مَن ينبهه الى أن الشمس صارت "طول رُمح"، في إشارة الى ارتفاعها في الأفق، ولكن اللوم يشتد على من ينام للضحى، وهذا لا يتناقض مع قولهم "نوم الضحى يزيد الرجاجيل فنون"، لأن المقصود في هذه الحالة، هو نوم الضحى بعد العودة من جولة "غزو" ناجحة يكون نوم الضحى بعدها حافزاً للرجال على إبداع المزيد من الفنون في القتال وغيره.
"الظهر الحَمْرا"، هو توقيت صيفي غير محبذ للكثير من الأعمال، وعليك أن تختار "قبل الظهر" او "بعد الظهر"، على الأقل حتى "تِقْزِي الشمس" قليلاً، أو إلى أن "ينكسر الظل"، أو أن تنتظر الى "قبل العصر" أو "بعد العصر"، وإلا فإنك ستضطر الى الانتظار الى "صَفَار الشمس"، وإذا تأخرت عن ذلك قليلاً فأنت في فترة "قبل المغرب" يليها "المغرب" ثم "بعد المغرب"، ولكن عليك أن لا تتأخر الى "بعد لِعشا"، لأنك إذا تأخرت، فبالتأكيد سوف تلام كثيراً وستواجه من يقول لك: جئتني "بعد عْشايين" وأنا "بسابع نومة" بانتظار "حَنّة الناقة". ( العرب اليوم )