قصة من واقع الحدث
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد: إلى الأحبة في سوريا العزيزة عامة أرجو أن تقرؤوا هذه القصة بتمعُّن ورويَّة وهي ليست من نسج الخيال إنما هي حقيقة واقعة راويها أحد أهل داريا الذين نجوا من المذبحة ، يقول هذا الديراني :
" دخل أحد شبيحة النظام بيتي وهدد بقتل أولادي وزوجتي وصرت أتويسل له وأقبل رجليه أن يتركنا وشأننا ولكنه أخذ يقتلهم فردا فردا وأنا أتوسل وأقبل حذاءه لكنه قتل الجميع دون أن يرق له قلب ، وانتظرت حتى يقتلني ؛ فإذا به يرمقني بنظرة تشفِّي واستهزاء ثم يغادر البيت ، لم أفق من هول الصدمة إلا بعد ساعة من الزمن جاء بعض الجيران يتفقدوننا ، وأخذوا يواسونني ، تمالكت نفسي وتجرأت وقلت لهم عذرا لاأريد من أحد أو يواسيني ، نعم لاأريد أن أسمع كلمة تعزية ، لأنني أنا السبب وجزاء الله العادل طالني في الدنيا قبل الآخرة ، نعم الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ، سألوه ، ماالذي تعنيه ؟
قال : المشهد الذي شهدته اليوم بقتل عائلتي كنت أنا بطل مشهد مثله في الثمانينيات من القرن الماضي عندما كنت جنديا في جيش أسد الأب ودخلت أحد بيوت حماه وإذا بإمرأة تحضن أطفالها ، وهي مرتعبة خائفة تدعو وتتوسل أن أتركها وشأنها لكنني لم أسمع لتوسلاتها ولم أر دموعها ولم أحس رعبها وخوفها بل وضعت يدي على الزناد وأمطرتهم رشة من الرصاص ، وخرجت .. نعم لقد كنت سباقا لهذا المشهد ، جند أسد الابن أخذوا بثأر مااقترفت يداي في جيش أسد الأب ...
فاعتبروا ياأولي الأبصار ، فليفتش كل واحد منا مااقترفت يداه في دعم هذا النظام الغاشم ولنعد إلى الله سبحانه وتعالى ونتحلل من ذنوبنا إن كانت مع البشر بطلب المسامحة وإن كانت مالا أو نحوه نردها إلى أصحابها ونستغفر الله على ما فرطنا في جنب الله لعل الله سبحانه وتعالى يعجل بالنصر ويزيل عنا هذه الغمة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم