نسائم عشق أبدي
نسائم حب هلّت من هناك، تمايلت وقبّلت الوجنات، وأرسلت برقيّة تحيّي فيها عشقنا الأبدي لكل غصن أخضر يانع ورّاق...
فراقت لنا ابتسامات تركناها هناك، وتذكرنا ماض ولد فينا ولم نراه إلا في سبات...وأسرنا حنين لأمنا فلسطين فهي أغلى الأمهات...فقبّلنا يدها كل صبح علّ رضاها يبهج لنا الصباحات...
- فقالت: أي أولادي كفاكم تقبيلا للأيادي، أنا موجوعة وأئن في السهل والجبل والبحر وفي الوادي، وسمائي تمطر غيظا على الأعادي... أولادي فهل منكم من مداوي؟
- أماه صدّقي أننا نتألم كما تتألمين، ونعيش شتاتا في البعد عنك منذ سنين...ودموعنا حرّى على آهاتك فأنت أمنا فلسطين...
- أنا موجوعة، فهل من دواء أداوي به أوجاعي يا أبنائي؟..أليس فيكم طبيب يداوي أمكم الحبيب؟
- أماه كلنا أطباء لروحك لكننا لا نملك الدواء...فقد سرقه الغرباء...نعم نحن نعلم سرّ شفائك..لكننا لا نملك سوى قليل من قطرات الماء...
- آه يا زيتوني الأخضر... ويا عنب الشجر المثمر، آه يا كلّ ذرّة تراب رواها إخوانكم بدمائهم، آه يا تكبيرة المسجد الأقصى، آه يا أولادي ألم يعد فيكم قويّ يذكر؟
- (أحد الأبناء): أماه أنا من سأفعل...سأحضر دواءك الآن ولو كلفني ذلك حياتي فداء لعمرك الذي هو بالنسبة لي أجل وأكبر...
- (بقية الأبناء): أو تقصد أننا لسنا بمهتمين بأمنا فلسطين؟..لكننا نتعقّل ونتروّى حتى نجد حلاً لا يعاني فيه أحد من العالمين...
- أحقاً؟! وأمكم المسكين إلى متى ستنتظر حلولكم البلهاء...واقتراحاتكم المصون؟!..حتى تموت فتتغنون بأنها كانت حبكم المجنون!..
- اذهب بني بارك الله خطاك وسدد على دروب الخير ممشاك أنت وكل من والاك...
- الآن أشعر برضاك..فالآن أصبحت أستحق هواك.
- (بعض الأبناء): سنذهب معك وليجلس على كرسي الراحة والعز المزيف كل المتقاعسين ومن الشهادة هاربين...
- أجل هيّا بنا لنسرع بإحضار الترياق وإن كلفنا ذلك دماء تلوِّن بحمرتها الآفاق..
- حماكم الله يا أبنائي..لكن انتبهوا من قطاع الطرق المنتشرين في الشوارع والزقاق.....وصدقوني أنا لا أريد أن أحيا إلا لأجلكم فأنتم تستحقون العيش في حضن أمكم.......