جائزة نوبل للاقتصاد
لجنة جائزة نوبل العالم هذه السنة بمنح جائزة نوبل للاقتصاد إلى اثنين من الأكاديميين الأميركان لم نسمع بهما من قبل ، أما موضوع الجائزة فكان دراسة تحتاج لعدة جمل لتفسيرها ، فالإنجاز هو تحديد طرق معينة للتخصيص المستقر ضمن سياسة تصميم السوق. وإذا لم يفهم القارئ ما يعنيه ذلك فلن يكون وحيدأً!.
الفائزان بالجائزة هما الفين روث ولويد شابلي ، أحدهما اقتصادي والآخر مختص بالرياضيات ، وهما يعيشان في كاليفورنيا ، ويعملان في جامعتين مختلفتين ، ولا تربطهما أية علاقة عمل أو تعاون ، ولكن لجنة الجائزة ارتأت أن المزاوجة بين أسلوبي التخصيص ممكنة في استنباط أسلوب جديد للربط بين طرفين بأعلى درجة من الكفاءة في غياب السعر.
السوق كما عرفناه يمارس أسلوبه في التخصيص على أساس الأسعار ، ولكن هناك حالات لا توجد فيها أسعار ، أو أن الأسعار موحدة. ومن أمئلة ذلك توزيع الطلبة الراغبين في دخول الجامعة على كلياتها ، وتخصيص كلية متبرع بها لأحد الذين ينتظرون زراعة كلية ، أو تحديد المقبولين من الأطفال في إحدى دور الحضانة مع أن الرسم موحد ، بل إن أسلوب التخصيص ممكن بين الباحثين عن أصدقاء أو الزواج. والمفروض أن نجاح النظرية يقضي على أسلوب إجراء القرعة أو نظام من يأتي أولاً يحصل على الخدمة أولاً.
والمفروض أن النظرية الجديدة التي تسحب على الاقتصاد بأسلوب رياضي تجيب على أسئلة لا تستطيع آلية السوق أن تتعامل معها لغياب الأسعار ، ومن أمثلة ذلك. توزيع فرص العمل على طلاب العمـل ، سياسة القبول في الجامعات ، توزيع الشقق في مشروع إسكاني على المستفيدين إلى آخره.
المراجع التي حاولنا الوصول إليها كانت تكتفي بتحديد أهداف النظرية الجديدة ولكنها لا تقول شيئاً عن طبيعتها وبنيتها ، وكيف تعمل ، ولماذا تنطبق على حالات متعددة مختلفة ، وكيف تحقق النظرية أعلى درجات الكفاءة في التخصيص وهو الهدف النهائي للنظرية.
بعض المدراء المتنورين اهتموا بالموضوع ، وأرادوا أن يفهموا الجديد في هذه النظرية التي استحقت جائزة نوبل لكي يستخدموها في عملهم اليومي ، جنباً إلى جنب مع عوامل السـوق المعتادة من عرض وطلب يتحركان على ضوء الأسعار ، ولكن للأسف ما يزال الوقت مبكراً لتحويل هذه النظرية إلى إجراءات محددة قابلة للتطبيق في الحياة العملية على صعيد الحكومة والقطاع الخاص.( الرأي )