الانتخابات ستعمق الأزمة
عادة جمعية المركز الاسلامي لقيادي من الحركة الاسلامية لا تعني مبادرة حسن نوايا من الحكومة، بقدر ما هي محاولة لادارتها كسابق عهدها لما كانت ناجحة تماما في كل ما يخصها، من مرافق صحية وتعليمية واغاثة وغيرها، دون ان يسجل عليها مجرد شبهة فساد واحدة من اي نوع، وعندما كانت موازنتها بدون اي عجز، واموالها مصانة من اي عبث.
لقد شكلت جمعية المركز وهي في عهدة الاخوان المسلمين مثالا في الادارة السياسية والاقتصادية، فقد تمت قيادتها وكانها دولة صغيرة، وعلى اساس ان تكون قوية بإمكانياتها، من خلال حسن العمل والاخلاص والانتماء الحقيقي، والبرامج والخطط والكوادر المؤهلة والرقابة، وكل ما يلزم لانجاح مؤسسة قادرة على خدمة المواطنين الذين يحتاجونها او اختاروا التعامل معها، وقد اثبتت الحركة الاسلامية من خلال ذلك انها الاقدر في ادارة ليس الجمعية فقط، وانما الدولة ايضا طالما استطاعت نجاحا، وليس اي فساد، وانتقلت بها من صغيرة ومحدودة الى جمعية عملاقة.
غير ان حالها السوي المستقيم لم يعجب من قرر اسقاط النجاحات؛ باخراج قيادتها الاسلامية منها وتسليمها للجنة عينها، فما استطاع ولا استطاعت ان يتقدموا بها مجرد خطوة للامام، ومعهم ما عادت الجمعية نفسها في كل شيء، واصبح حالها كحال مؤسسات الدولة التي تعاني من كل شيء.
ويبدو ان اختيار قيادي اسلامي الان لقيادتها، محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه، المتزامن مع الافصاحات الرسمية عن الكوارث التي تتوالى عن الدعم وسعر الدينار والمديونية، ومجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية، والتي آخرها ما كشفه رئيس ادارة شركة الكهرباء حول الوصول الى درجة الانهيار في قطاع الطاقة، ومجمل مرافق الدولة الاستراتيجية .
تدرك ادارة الدولة انها اعدمت الحلول تماما، وانها امام خيارات انتحارية، وان الحكومة لن تسعفها ايا كانت القرارات التي ستورطها بها، وان كل ما يلوح به من رفع للدعم وتقليل للاستهلاك لن يجدي نفعا، بعد ان افلست القطاع العام وافرغته من مقوماته، وذهبت بامواله الى المجهول من اول يوم خصخصة، وعليها ان تعي الان ان حل الازمة ليس باجراء الانتخابات التي ستعمقها، وانما بحكومة انقاذ وطني حقيقية. ( السبيل )