التنازل عن حق العودة جريمة

تم نشره الإثنين 05 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 12:59 صباحاً
التنازل عن حق العودة جريمة
د. رحيّل غرايبة

حق العودة في كل الأعراف السماوية والبشرية حق أصيل وشرعي مؤكد، لا يستطيع أحد في الكون انكاره أو جحده تحت أي مبرر أو سبب، لأنه يمثل ضرورة إنسانية، وجزءاً أصيلاً من الفطرة الآدمية، وتلبية للأشواق الروحية والنفسية للمخلوقات عامة.

إن التمسك بحق العودة يصبح واجباً مفروضاً، يفرضه الواقع وتطورات الظرف السياسي والاجتماعي، فضلاً عن مقتضيات المروءة والكرامة، ومقتضيات الانتماء الوطني، والولاء الثقافي والحضاري والعقدي، وإن التفريط بهذا الحق يعبر عن موت الضمير والقلب والروح، وانعدام الانتماء الوطني والثقافي، هذا بحق الانسان العادي ورجل العامة، أما بحق أصحاب المراتب القيادية والعلمية، وبحق من تبوؤا مواقع السلطة والتمثيل الشعبي فهو من أعلى درجات الجناية وأعظمها التي تستحق أقصى ألوان العقوبة. إن التمسك بحق العودة ليس فوق طاقة البشر، وليس خارج الوسع الإنساني، لأنه يمثل موقفاً معنوياً بحده الأدنى، أما الجهاد من أجل تحقيقه وبذل الجهد للحصول عليه فهو من مقتضيات الرجولة والارتقاء بالتمسك بالمثل العليا، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. مسألة التمسك بحق العودة والعمل على ترسيخه له أوجه ثقافية وأساليب توعوية، عبر المؤتمرات والندوات، والمحاضرات والمناظرات وتأليف الكتب وابداع الروايات الأدبية التي يجب توريثها للأبناء وأبناء الأبناء، مهما طال الزمن، وتأخر طلوع الفجر، من أجل المحافظة على جذوة الشوق، ورعاية بذور الانتماء الوطني التي ينبغي أن تصبح أشجاراً باسقة في المستقبل، تثمر عطاءً وجهاداً وصبراً وتضحية وفداءً وبطولة. أما الوجه الأهم من وجوه التمسك بحق العودة فيتمثل بالموقف السياسي ومدخلات الأعمال والخطوات التنفيذية التي تزحم الروح الحقيقية لحق العودة التي تتغلغل في أعماق النفس وفي سويداء القلب، والتي تتشكل على هيئة اهتمامات وهموم لا تفارق صاحبها ليلاً أو نهاراً. عندما يذوي هذا الحق في نفس صاحبه، ويتلاشى الاهتمام به ولم يعد فقده يمثل شوقاً مؤرقاً، ولا هماً مبرحاً، يصبح الوطن نسياً منسياً، وتحل محله هموم أخرى وأشواق أخرى، تتجلى على شكل متآلفات سياسية ومعارك هامشية تحاول أن تبحث عن أطر قانونية وقوالب حقوقية للتغطية على معاني الهزيمة.

لا تضيع الحقوق إلّا عندما يتنازل عنها أصحابها طوعاً ولا تتلاشى إلّا عندما تتلاشى الاهتمامات الحقيقية بها في نفوس مالكيها ويحل محلها الضعف والهزيمة والخذلان الذي لا يثمر إلّا التخلي عن الوطن، وبيعه في سوق النخاسة. لكن لم يخطر على بال أحد أن يتم التنازل عن هذا الحق الوطني المقدس طوعاً، ويتم ذلك بمنتهى الصراحة والبجاحة التي تستعصي على الوصف .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات