مع القراء ورسائلهم

أحد أعظم الروائيين في العصر الحديث مصري. نجم التكنولوجيا الحديثة بلا منازع من اصل سوري. رئيس مختبر الدفع النفاث في وكالة الطيران والفضاء الأميركية، أي الرجل الذي يصنع الصواريخ الذاهبة إلى القمر والمريخ، لبناني، أغنى أغنياء العالم من أصل لبناني.
أكتب نزولاً عند رغبة قراء وجدوا في مقالات لي يأساً من حاضر الأمة ومستقبلها، وكان رأيهم أن الناس بحاجة إلى تشجيع لا إلى مزيد من الإحباط.
عندنا ناس عظام، على مستوى العالم كله، إلا أن هؤلاء واحد في المليون، أما الآخرون، وهي نسبة فوز الرئيس، أو 99.9 في المئة، فمجرد أرقام، ولا نفع لهم أو رجاء.
أبقى مع القراء ورسائلهم، فقد قارنت بين الأزمتين السياسيتين في الكويت والأردن، وأكملت بالوضع في الأردن وحده، وتلقيت تأييداً كثيراً، ومعارضة.
أقبل أن يرفض قارئ رأيي، وأرحب برأيه ولو كان نقيض ما انتهيت إليه، إلا أنني أرفض أن أناقش في المعلومات، فهي دائماً صحيحة، وأحتفظ بالمادة التي اعتمدت عليها لأنني أقيم في لندن، ولو انتهيت في محكمة (كما حدث غير مرة) فأول سؤال سيوجهه المحققون إلي هو أين «نوتات» المقابلة التي أجريتها، أو التسجيل، أو مصدر المعلومات من إعلام أو دور بحث أو غير ذلك.
وهكذا فأنا أصر على أن أوضاع الكويت هي الأفضل بين الدول العربية كافة، وهيجان المعارضة غير مبرر. كذلك أقول إن الكويت وبعدها الأردن يحتلان مركزين جيدين في مؤشر الفساد العالمي، وبالتالي فإن المبالغة في الحديث عن الفساد ترتد على مروجيها الذين يحاولون أن يطلعوا بشيء محدود جداً، فلا أقول لا شيء.
عندما كنت في الكويت قبل بضعة أسابيع كنت أحاول أن اقرأ الجرائد كلها، وحملت معي إلى لندن قصاصات من بينها صفحة «آراء» في جريدة «الأنباء»، وقرأت فيها مقالاً بقلم ذعار الرشيدي عنوانه «شو بدهم الكويتيين» يقول فيه: نريد فلوسنا، نبي نعرف وين راحت ومنوا أخفاها... نريد أن نعرف لم دفعت الملايين لنواب كانوا يشرعون لنا، ولمَ لمْ تتم محاكمتهم إلى الآن؟».
الكاتب كان يعكس رأي المعارضة عن السرقات والفساد، ولكن إلى جانبه في الصفحة نفسها كان الكاتبان مبارك عبد الرزاق العنزي ومحمد الهاجري يأخذان خطاً آخر، والأول يحذر المعارضة من التمادي في طلباتها، والثاني يريد بقاء علاقة الحب بين الحاكم والمحكوم من خلال الدستور.
صفحة «آراء» في جريدة «الأنباء»، عدد 17/10/2012 عندي، وهي تثبت وجود مساحة حرية واسعة في الكويت.
وأنتقل إلى المملكة العربية السعودية فقد كتبت مقالاً سخرت فيه من زعم الميديا الغربية أن الربيع العربي وصل إلى السعودية إلا أنه سري. الرد على هذا الزعم وغيره سهل، ولكن بعض التهم الأخرى له أساس، وأفضل رد هو تفويت الفرصة على أعداء أو حسّاد لاستغلال قضايا ضد السعودية أو أي بلد عربي آخر. وقد قرأت كثيراً عن مشاركة الإناث في الألعاب الأولمبية، وقبل ذلك وبعده عن قيادتهن السيارات.
هذه المشاكل لا تحل بإنكارها، أو اتهام إسرائيل وأميركا، وأتمنى أن تحصل المرأة السعودية على حقوقها كاملة فقد أثبتت أنها عندما تعطى نصف فرصة تتفوق على الذكور. أخيراً لا أزال على خلاف مع بعض المعارضة السورية، وقد اتهمتها يوماً بثقل الدم، وهي تثبت التهمة بتصرفاتها كل يوم.
قاطعت النظام منذ بدء أعمال القتل، وربطت وقف مقاطعتي بوقف العنف، وتحدثت دائماً عن بطش النظام وانقسام المعارضة، ثم يأتي معارض يقول لي إنني لا اكتب عن أحداث سورية، وقد كتبت عنها اكثر من أي بلد آخر، أو معارض آخر يزعم أنني «أمجد» النظام، وأنا أتهمه بالبطش وأقاطعه. وهناك مليونا بريد إلكتروني و»تكست»، وتسجيلات هاتفية وأتحدى أن تجد المعارضة اسمي في واحد منها.
الشاعر قال: لكل داء دواء يستطب به/ إلا الحماقة أعيت من يداويها. وأقول إن علاجها يهون إزاء ثقل الدم فهذا لا علاج له.
( الحياة اللندنية )