تجربة الدعم النقدي

تم نشره الأربعاء 07 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 12:37 صباحاً
تجربة الدعم النقدي
د. فهد الفانك

 


إذا كان لا بد من التدخل في السوق لصالح محدودي الدخل فإن الدعم النقدي هو الشكل الأمثل بين أشكال الدعم ، أما أسوأ أشكال الدعم فهو دعـم السلع ، لأنه يخلق تشـوهات ويذهب معظمه لغير المستحقين. يذكر بالمناسبة أن حصة أغنى 10% من العائلات الأردنية من الدعم تعادل حصة أفقر 40% من السكان ، ذلك أن الدعـم بشكله الراهن يتناسب طردياً مع حجم الاستهلاك ، الذي بدوره يتناسب طردياً مع ارتفاع الدخول.
أمام مشروع الدعم النقدي صعوبتان أولهما كيفية تحديد المستحقين ، وثانيهما عدم الثقة بالاستمرارية في الدعم النقدي. أما تحديد المستحقين فهو عملية معقدة لا يمكن أن تكون دقيقة ، وقد وجدت الحكومة أن أفضل طريقة هي منح دعم متساو ٍ لجميع الأردنيين حسب أرقامهم الوطنية ، وبذلك يتم استبعاد غير الأردنيين سياح ودبلوماسيين ووافدين وكذلك غير الأفراد من المنشآت التجارية والمؤسسات الصغيرة والكبيرة.
هذا لا يعني المساواة بين الفقراء والأغنياء ، ذلك أن استفادة الفقير من الدعم الحالي قليلة وسوف يحصل بالدعم النقدي على مبلغ أكبر ، في حين أن خسارة الغني من إلغاء الدعم السلعي كبيرة. والأرجح أنه لن يطلب الحصول على الدعم النقدي لأنه ليس بحاجته ولا يستحقه.
بعبارة أخرى فإن الخطة الحكومية لرفع الدعم سوف لا تمس مصالح الفقراء بل على العكس ستكون من مصلحتهم ، في حين أن كبار المستهلكين هم الذين سيرفعون أصواتهم ضد الإصلاح بحجة حماية الفقير.
الصعوبة الثانية تنشأ عن اهتزاز الثقة بديمومة الإجراءات. ويستذكر البعض ما حدث عام 1996 بعد رفع حكومة الكباريتي الدعم عن الخبز مقابل تقديم دعم نقدي ، حيث قامت الحكومة التالية بالتوقف عن الدفع النقدي ، لكن هؤلاء لا يقولون أن تلك الحكومة التي أوقفت الدعم النقدي أعادت الدعم إلى الخبز ، وخفضت سعر الخبز بمقدار خمسة قروش للكيلو جرام.
حكومة النسور بذلت وما زالت تبذل جهوداً مضنية لتوضيح خطورة الوضع المالي وضرورة اتخاذ القرار بإصلاح الدعم.
ويبدو أن الرأي العام أصبح يعتبر رفع الدعم عن المحروقات أمراً مفروغأً منه ، وأن الخلاف إنما يدور حول حجم التعويض النقدي وأسلوب توزيعه وإمكانية استمراره. وهذا ما ستوضحه الحكومة بعد التشاور مع جميع ذوي العلاقة.

( الراي )

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات