حتى لا تجتاح العملة المزورة السوق الأردني؟
في ظل التراجع الذي أصاب الاقتصاد الأردني وتدني وضعه المالي نتيجة تعرضه للخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية جرّاء ما يحدث على الصعيد العربي من توترات وتأخر للمساعدات وتعرض الخط المصري للغاز للانفجارات المتكررة على حساب الاقتصاد الأردني, نرى أصحاب القلوب السوداء والنفوس الرديئة يجولون الأسواق محتالين سارقين لجيوب المواطنين بالعملة المزورة وخاصة فئة التجار الذين لا يملكون أجهزة الكشف عن العملة المزورة نتيجة عدم وعيهم الكافي بهذا الشأن.
بدأ ظهور العملة المزورة في السوق الأردني هذه الأيام لافتاً للنظر, وذلك بدا يثير شكوك المواطنين بحامل العملة ذات الفئة الخمسين والعشرين ديناراً, هنا المواطن البسيط وربما التاجر البسيط حين يقدم سلعة مقابل خمسين ديناراً مزورة تراه يرجع ما تبقى من الثمن لصاحب العملة المزورة فتراه يخسر الخمسين ديناراً ويخسر مقابلها ما تم ارجاعه من بقية العملة المزورة فتكون خسارته ضعفاً, فبدل الخمسين ديناراً يقابلها خسارة خمسين أخرى فيصبح مجموع ما خسره مئة ديناراً.
يبقى التساؤل هنا هو هل يمكن للعملة المزورة ان تجتاح السوق الأردني وتهدد الاقتصاد للوطن والمواطن؟ خاصة وأن العملة المزورة هي من فئة العملة الكبيرة الخمسين والعشرين ديناراً حيثُ هي الأكثر تزويراً وانتشاراً في الأسواق, وفي حال تفاقم هذه المشكلة هل ينعكس ذلك بصورة واضحة على تدني الاقتصاد الأردني أكثر مما هو عليه الآن, لذلك لا بد من الوقوف على هذه القضية حتى لا يحدث وأن نجد العملة المزورة تجتاح السوق الاردني وتعلن حرباً على الاقتصاد, وخاصة أن فئة العملة المزورة من الفئات الكبيرة التي يحتاج اليها كل مواطن.
أما عن أجهزة كشف العملة المزورة التي تُطرح في الأسواق قد لا تكون بيد كافة التجار والمواطنين, فلذا لا بد من إدارة مكافحة المخدرات والتزييف من نشر الوعي حول انتشار العملة المزورة وحثّ المواطنين على استخدام أجهزة كشف العملة المزورة وذلك سواء باستخدام الأجهزة الضوئية عن طريق الأشعة تحت البنفسجية والتي تقوم بإظهار الخط المعدني داخل العملة الصالحة وعدم ظهوره في العملة المزورة, ويعتبر هذا النوع من الأجهزة الأكثر انتشاراً في الأسواق ورخيص الثمن ويمكن اقتناءه من قبل كافة المواطنين من أجل التصدي لحاملي هذه الفئات المزورة, كما أن هناك العديد من أنواع هذه الأجهزة ومنها ما هو متحرك كالقلم يمكن استخدامه في كل مكان وغيره الكثير من الأجهزة.
وفي الختام نأمل من إدارة مكافحة المخدرات والتزييف من نشر الوعي على كافة الصحف اليومية والتلفزيون الاردني لتوعية المواطنين بالعملة المزورة, وحثّهم على شراء أجهزة كشف العملة, وعدم تعرضهم للخداع من حاملي هذه الفئات من العملة مهما كانت مناظرهم تدل على علوّ شأنهم.