ثقافة الحقوق لا ثقافة المزايا
تجلت الصراعات بعد الربيع العربي بين المحافظين على الماضي " الوضع القائم" أو ما يسموا بقوى الشد العكسي وغيرها من الأسماء .... والمطالبين بالإصلاح وبالتغيير والمطالبة بعودة إرادة الشعب للشعب . بدأت الحوارات والندوات عن الدستور وعن دور السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية واستقلالها في معظم الدول العربية . وعن الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة . والتكنولوجيا الحديثة وكثرة القنوات التلفزيونية ووسائل الاتصال الحديثة. وفتح ملفات الفساد .
أضعفت موقف المسؤولين الحاليين المطالبين بالبقاء على ما هم عليه . وازدياد وعي العامة . وتنوع مصادر توجيه الرأي العام لان القنوات الإعلامية الحكومية التي كانوا يوجهون من خلالها الرأي العام لا يتابعها المواطنون . والقنوات الحوارية التي تناقش كل مستجد .أدت إلى الإحباط لدى الداعين إلى المحافظة على الوضع القائم والذي يتميز بالامتيازات والمصالح في نظرهم على حساب حقوق البشر .
لقد وضح أصحاب الاختصاص في العديد من الندوات والمحاضرات للمواطنين كل ما تقوم به الحكومة اتجاه الشعب ووضحوا للمواطنين نقاط عديدة حول قانون الانتخاب ومخالفته للدستور ومخالفته للمعايير الدولية هكذا محاضرات كانت مغيبة عن المواطنين العاديين وأصبح المواطن يميز بين الغث والسمين وخاصة من خلال البرامج الحوارية التي يشاهدها من خلال القنوات التلفزيونية والنقاش الحاد الذي يجري بين المؤيد للقوانين الصادرة عن الحكومة والمعارض لها وبيان نقاط الضعف والخلل فيها . والداعين إلى عودة إرادة المواطنين إليهم من خلال معرفه حقوقهم الوطنية كمواطنين .
لازالت الحكومات العربية مصرة على التحدث عن المزايا مستغلة جهل البعض الذين عملت الحكومة أصلا على تجهيلهم حتى يستجيبوا لهم ولا يجدون صعوبة في اقتناعهم من خلال ما يدعونه دائما بأننا نعيش بأمن وأمان يمنون على المواطنين به وهو واجب يتقاضون من اجله الرواتب التي جمعت من الضرائب التي يدفعها الشعب . وهناك العديد من المزايا التي يتحدثون عنها وهي واجب وطني ليست منة من احد متناسين إرادة الشعوب وحقوقهم المنصوص عليها في العقد الاجتماعي للدستور .
فلا يحق لأي مواطن أن يطالب بحقوقه الوطنية أو رفع صوته من اجل أن يبين انه صاحب إرادة حرة
ستوجه له العديد من التهم التي معظمها ظلم وافتراء ومخالفة للقوانين ولأنظمة المعمول بها بحجة الوطنية أو القومية أو عباءة المسؤول . ستبقى دوامة الصراع التي ولدها الربيع العربي بين المواطنين وقد تحدث فيها مواجهات دموية كما هو الآن في ليبيا وسوريا حتى تطغى كفة على كفة وتبدأ الدول في العودة إلى الاستقرار بعد أن تدفع تكلفة باهظة . " لا يتخلى الشعب عن حريته إلا تحت وطأة المخادعة والتضليل "