دَوْح البلابل الذي لا يُطرِب
تساءل رئيس الوزراء، كيف يوافق الإخوان المسلمون على رفع الدعم في مصر ويعارضونه في الأردن، واستخدم في تساؤله بيت الشعر الشهير: "أحرام على بلابله الدوح، أحلال للطير من كل جنس".
بعد دقائق قليلة، رد الإخوان المسلمون على الرئيس بقولهم إن "عليه أن يأتينا بانتخابات حرة ونزيهة وحينها فليرفع الأسعار".
هذا الحوار القصير يختصر واحداً من أهم جوانب الأزمة، لقد عبر الطرفان عما يجول في خاطرهما تماماً، ولعل السرعة والانفعال هو ما مكننا من الحصول على هذين التصريحين من هذين "البلبلين".
لاحظوا أن الموقفين يقودان الى النتيجة ذاتها في ما يتعلق بجوهر الأزمة، أي ما يتعلق بالسياسات التي تلحق الضرر بمصالح الجماهير الشعبية والفقراء، إن الحكومة على استعداد للتضحية بالبلد على أن لا تُمس مصالح الطبقات المستفيدة من النهج القائم، وبالمقابل وحتى في ذروة الأزمة وفي ما الناس في الشوارع، فإن الإخوان لم يستطيعوا نسيان برنامجهم الذي لا يمانع من رفع الأسعار على أن تقوم به حكومة منتخبة بانتخابات نزيهة، أي بانتخابات يفوزون بها.
بالطبع، إن صانع الأزمة الحقيقي هو الحكومة وليس الإخوان (أو لنقل الحكومات على ألا نعفي حكومة الرئيس الحالي)، لكن الاخوان سوف يمثلون الطرف المتضرر وهذا حقهم وواجبهم، غير أن علينا الانتباه إلى أن كلمة "تمثيل" تنطوي على أكثر من معنى.
الحكومة سوف تسارع الى اتهام الإخوان بركوب الموجة. ليتهم يركبونها فعلاً ولكن مع شرط وحيد هو أن يحافظوا على اتجاهها الطبيعي. باختصار: الحكومة لم تتق الله في الناس، فهل يفعلها الإخوان؟ ( العرب اليوم )