ثنائية "العُقّال والجُهّال" في العنف الأردني

تم نشره الأحد 18 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 02:01 صباحاً
ثنائية "العُقّال والجُهّال" في العنف الأردني
أحمد ابوخليل

قبل عامين كنت أجري بحثاً ميدانياً سريعاً عن العنف في المجتمع الأردني، وعندما سألتُ محدثي في عجلون عن موقف قادة المجتمع المحلي من أحداث العنف، كانت إجابته على شكل بيت شعر شعبي يقول: "قومٍ بلا جُهّال ضاعت حقوقها، وقومٍ بلا عُقّال راحوا بلاشي"، وعندما انتقلت في البحث ذاته الى مدينة معان سمعت العبارة نفسها مع تغيير بسيط في المقطع الثاني الذي يصبح كالتالي: "وقومٍ بلا عُقّال راحوا قَطايِع".
أدرك بالطبع أن ما تشهده المدن الأردنية حالياً لا يعتبر عنفاً مجتمعياً بالمعنى الذي كنت أبحث فيه عند سماعي تلك الحكمة، بل هو بالأساس شكل للصراع الاجتماعي/ السياسي المشروع، وبالتالي لا تجوز محاسبة أشكال العنف المرافقة له بمعزل عن جوهر المسألة هذا، والمتمثل في حالتنا بالصراع بين نهجين نقيضين في إدارة البلد.
مع ذلك، فإن مسألة "العُقال والجهّال" تبقى حاضرة وإن من زاوية مختلفة. وبمقدورنا مثلاً أن نقارن بين هبة 89 وما رافقها آنذاك من عنف، وبين ما نشهده حالياً. في تلك السنة كانت العلاقة بين "العقّال والجهّال" تدار وفق التقليد الأردني الصارم، ولذلك فإن المجتمع المحلي في معان والكرك والطفيلة وغيرها من المدن التي شهدت الهبة، كان موحداً أثناء وبعد الهبة في نظرته للأسباب ولردود الفعل وللنتائج، ولغاية اليوم فإن "الانتماء الى الهبة" يعد ميزة لصاحبه، ولا يزال قادة المجتمع المحلي يتنافسون في إخلاصهم وقربهم من الهبة. بل يمكننا التعميم أن المجتمع الأردني بمجمله لا يزال متفقاً حول نظرة محترمة لتلك الهبة.
اليوم هناك مسافة كبيرة تفصل بين العُقّال والجُهال. وحتى في الحالات التي يتكون فيها "العُقّال" من قادة حزبيين ورجال سياسة، كما هو حاصل في العاصمة والمدن الكبيرة، فإن تلك المسافة الفاصلة موجودة.
إن أخطر ما في الأمر أن يكون وجود تلك المسافة الفاصلة بين العُقّال والجهال مقصوداً من قبل "العُقّال الجدد" هؤلاء، وهو ما يتيح لهم إمكانية الاستثمار "العقلاني" لما يجري، مع المقدرة على التخلي عنه بل وإدانته إذا لزم الأمر، بحجة أنه ليس مِن صُنعنا. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات