نحو إقفال ملف المحروقات

تم نشره الأربعاء 21st تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 12:32 صباحاً
نحو إقفال ملف المحروقات
د. فهد الفانك



الذين يقولون بتأجيل إجراءات رفع الدعم عن المحروقات إلى البرلمان القادم ، يوافقون ضمنأً على رفع الأسعار ، ولكنهم يريدونه عن طريق مجلس النواب المنتخب مما يعطي القرار شرعية ويحول دون الاعتراضات ، وهم يعرفون في قرارة نفوسـهم أن النواب السابقين واللاحقين يدركون أهمية وضرورة القرار الصعب ، ولكنهم لم ولن يصوتوا له، حرصاً على شعبيتهم الغالية!.


من ناحية أخرى فإن هؤلاء لا يحسبون كلفة الانتظار لشهور عديدة التي تبلغ 293 مليون دينار شهرياً ، تضاف إلى مديونية المملكة وترفع رصيدها إلى مستويات خطرة.


نصائح التأجيل تبدو ظاهرياً أنها من قبيل الانحياز للشعب ، ولكنها في الواقع تعني الاستمرار في إغراق الشعب بالمديونية، وإيصاله إلى حافة الهاوية ، والمطالبون بالتأجيل يتحملون مسؤولية العجز والمديونية.


والذين يقولون بأن هناك بدائل وحلولاً ويسمونها ، يعلمون أنها ليست بدائل بل مكملات لا بد منها ، فالأصل هو وقف الهدر والتوقف عن إحراق المال والتورط في المديونية. أما الحلول الأخرى فهي مكملات ، ومن شأنها الحيلولة دون تجدد الازمة ، وكلها تحتاج للوقت الذي يقاس بالشهور في بعض الحالات وبالسنوات في حالات أخرى ولا تشكل حلاً فورياً لمشكلة متفاقمة.


الحل الجوهري الذي يعفي الحكومة من هذا العبء السياسي والامني المتجدد هو تعويم المحروقات وفتح باب الاستيراد على مصراعيه ، على أن تفرض ضرائب جمركية على المشتقات شأن كل المستوردات ، وضريبة مبيعات شأن كل المواد والخدمات الأخرى ، وتترك الأسعار للمنافسة الحرة.
نعرف سلفاً ان المستوردين لن يبيعوا أسطوانة الغاز للجمهور بستة دنانير ونصف ، بل سيطلبون 14 إلى 15 دينارأً ، كما نعرف ان شركة مصفاة البترول الأردنية لن تصمد في وجه المنافسة ، لأن كفاءتها متدنية ، وتجهيزاتها مستهلكة ، وكلفتها عالية ، ولديها أضعاف عدد الموظفين اللازمين ، بما فيهم 40 مديراً ، وتدار أمورها بحيث تغطى تكاليفها الفلكية وتضاف إليها أرباح نقدية وعينية على حساب المستهلك والحكومة. مصفاة البترول المتقادمة جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل.


موضوع المحروقات تصنيعأً واستخراجاً وبيعاً ودعماً أصبح ملفاً مفتوحأً لمختلف الاجتهادات . الشيء المؤكد أن الامور ستستقر بشكل أو بآخر ، ويتم إقفال هذا الملف الذي انهك الحكومة والمواطن على السواء دون لزوم.
قلنا وقال غيرنا بهذا الحل عندما انتهى امتياز المصفاة ، ولكن أحداً لم يسمع.

( الراي )

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات