أربع حروب في واحدة!

تم نشره الأحد 25 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 10:23 صباحاً
أربع حروب في واحدة!
خيري منصور

 حسب آخر احصائية حمراء عن عدد الاطفال الذين قتلوا أو ذبحوا أو تساقطوا تحت البساطير من مختلف الحجوم والالوان والشعارات في سورية هو اربعة اضعاف من يقتلون من الاطفال في اية حرب خلال الفترة ذاتها.  وقد تصلح هذه النسبة مدخلاً لقراءة اربع حروب في حرب واحدة، فلبنان من قبل كان ساحة مفتوحة لعدة حروب تحت عنوان حرب واحدة، وقيل يومها ان العالم يخوض حروبه على الساحة اللبنانية.

 اما الحروب الاربع في سورية فهي ليست ذات علاقة بالجهات الاربع، بل بأطراف قد تكون الجهات التي قدموا منها بعيدة وذلك تناغماً مع واقع عربي ترعرعت فيه المعارضات في المنافي واصطبغت بألوانها وايقاعاتها.  

قد يكون هناك بعد طائفي لهذه الحرب التي لا تلوح لها نهاية وقد يكون البعد الاقليمي ايضاً وثيق الصلة بهذه الحرب ما دامت هناك قوتان اقليميتان هما تركيا وايران تخوضان حرباً باردة على خاصرتي سورية.

 أما البعد الثالث فهو دولي، لكنه ليس منقطع الجذور عن الصراع العربي الاسرائيلي، هذا الصراع الذي اصبح شبيهاً باللحية التي تصلح لان تزرع على اي وجه، ويحملها الشيخ والقديس والكلوشا والصعلوك والرسام.  وما نشرته صحيفة حريات التركية قبل ايام يستحق التأمل، فهي تجزم بفشل حكومة اردوغان في ان تكون فاعلة اقليمياً وذات بوصلة محكمة، وحسب ما قالت الصحيفة فان تركيا الآن مجرد وسيط وليست طرفاً اذا لم يتوقف المراقب عند الخطب البلاغية لاردوغان.

 ان اطالة أمد هذه الحرب ليس لانها كونية كما وصفها المعلم وزير خارجية سورية، وليس ايضا بسبب تعاقب الفيتو الروسي والصيني الذي حال دون تدخل عسكري للناتو حسب الوصفة الليبية، ولكن السبب هو انها عدة حروب في حرب واحدة، وتحتاج الى فك اشتباك كي تتضح، وبالتالي تفرز الاطراف المشاركة فيها.

 ولأنها عدة حروب متقاطعة، فان معظم التحليلات التي تتصدى لها تراوح في مكانها، وسرعان ما تعود الى المربع الربيعي الاول، الذي اصبح ايضا مفتاحا ذهبياً لدى معظم الخبراء الاستراتيجيين المتقاعدين في قراءة المشهد العربي على اختلاف المكونات والدوافع والديناميات.  وثمة من يلقون الحمولة كلها على الجغرافيا باعتبار دمشق تجسيداً لما يسمى ديكتاتورية الجغرافيا بسبب الموقع، لكن اغفال التاريخ الى هذا الحد وبسذاجة سياحية لا علاقة لها بالسياسة يحول الجملة الى شبه جملة، ويقدم المبتدأ، لكن بلا خبر.  

اما المفارقة التي لا نعرف بماذا نواجهها بالدمع أم بالضحك، فهي تلك التي قالها قبل ايام د.

بطرس غالي، عندما سئل عن الأزمة السورية فقد قال ان رقم القتلى حتى لو تجاوز الثلاثين ألفاً يبدو صادماً للعرب فقط، اما المجتمع الدولي فلديه أرقام وصلت الى المليون قتيل كما حصل في رواندة، وترك بطرس غالي الباب مفتوحاً، بحيث تصور بعض من استمعوا اليه ان بيننا وبين رقم المليون عدة اعوام، وما قاله الامين العام السابق للامم المتحدة ليس بشيراً وليس نذيراً ايضاً.

 انه عينة من عالم اصابه الجنون ومن عودة التاريخ الى أقسى مراحل توحشه!"الدستور"



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات