لكي يبقى النقاش "فوق الزنار"

على موقع الكتروني محلي اسمه (رمثا ون)، كتب أحد القراء تعليقاً ظريفاً طالب فيه كافة المواقع أن ترفع الرقابة عن الألفاظ "من تحت الزنار" لمدة محددة في اليوم (ولو لعشر دقائق)، لأن بعض المواضيع في نظره لا يمكن مناقشتها الا بالنزول تحت الزنار. كان هذا القارئ يعلق على خبر يشيد فيه الشيخ القرضاوي بكل من الرئيس المصري محمد مرسي والتركي اردوغان والشيخ حمد، ويصفهم بأنهم رجال لا يخافون الا الله، وأنه كان لهم الدور الحاسم في التصدي للعدوان الإسرائيلي.
يعد الزنار أحد معايير التمييز بين مفردات النقاش، بل بين مضامين هذا النقاش في بعض الأحيان، فقد يبلغ أحدنا في الكلام القاسي مبلغاً عظيماً، لكن أحداً لا يلومه إذا لم ينزل تحت الزنار، وفي بعض الحالات يعد الزنار نفسه مشمولاً ضمن المحظورات، بدليل عبارة: "من الزنار وتحت". ويوصف بعض الناس بأن كل كلامهم "من تحت الزنار"، وعليك أن تتجنب النقاش مع أحد هؤلاء، وخاصة إذا كنت ممن لا ينزلون تحت الزنار مهما بلغ الغضب منك.
تعاطفت مع رغبة هذا القارئ المجهول المشار إليه أعلاه. إن قراء المواقع عموماً يعطون الكثير من وقتهم في متابعة الأخبار، فيما تتيح هذه المواقع امامهم فرصة التعبير عن الرأي، بل إنها تفرح بذلك وتعتبر كثرة التعليقات دليلاً على نجاحها، ولكنها لا تتيح لهم فرصة "فش الغل" عند الضرورة، كما حصل مع صاحبنا.
في غالب الأحيان يجري تصفح المواقع بشكل منفرد، وهو ما يجعل الانفعال حراً لحظة حصوله، وفي بعض الأحيان يكون الانفعال شديداً، ولا يمكن تفريغ شحنة الانفعال الشديدة إلا بتوفر حرية الاقتراب من الزنار ثم تجاوزه نزولاً.. على الأقل لعشر دقائق في اليوم .
( العرب اليوم )