حول تعديل قانون ضريبة الدخل

تم نشره الإثنين 26 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 12:52 صباحاً
حول تعديل قانون ضريبة الدخل
د. فهد الفانك

تعديل قانون ضريبة الدخل كحل للأزمة المالية الراهنة هو أحد الحلول التي يطرحها مقاومو إصلاح الدعم الاستهلاكي الشامل ، فالدستور ينص على مبدأ التصاعد ، والاغنياء عليهم أن يسهموا في تمويل الدولة.

هنا نشير إلى أن التصاعد المقصود يقتصر على الأفراد ، أما فيما يخص البنوك والشركات فهي تخضع لنسب محددة وليس في العالم كله ضريبة دخل تصاعدية على الشركات بمعنى تقسيم الأرباح إلى شرائح تدفع نسباً متزايدة.

مثل هذه الخطوة تؤدي إلى انقسام الشركات الكبرى إلى شركات أصغر تابعة ، والحيلولة دون اندماج الشركات لأن تصاعد الضريبة ينتج حافزأً سلبياً ، وبذلك يكفي أن تدفع الشركات على أرباحها نسبة محددة.

التصاعد فيما يخص محاسبة الشركات ممكن بالضرائب النوعية ، أي تحديد نسبة معينة لكل قطاع بحيث تدفع الصناعة أقل النسب ، تليها الخدمات المختلفة ثم البنوك ، وهذا ما هو معمول به في القانون الحالي ، كل ما هنالك أن بالإمكان نقل شركات التعدين وشركات الاتصالات إلى مستوى أعلى من الضريبة شأن البنوك.

لا يجوز المبالغة في الضغط على قانون ضريبة الدخل كوسيلة جباية لأن لذلك نتائج سلبية ، فالمستثمرون لا يرغبون في الاستثمار في البلدان التي تفرض ضرائب عالية ، علمأً بأن ارتفاع معدلات الضرائب يعمل كحافز للتهرب الضريبي وبذلك تنقص الحصيلة بدلاً من أن تزيد ، ويرتفع العبء على المكلف النزيه في حين يستفيد المكلف المتهرب.

القانون الحالي المطلوب تعديله صدر كجزء من عملية الإصلاح الاقتصادي وتحسين مناخ الاستثمار وتقليل الاختلالات الاقتصادية ، وتأكيدأً لكونه أداة اجتماعية وليس مجرد أداة جباية ويجب المحافظة على هذه المزايا.

لا يعني هذا أن القانون الحالي منزل ولا يجوز المساس به ، فحاجة الخزينة للمزيد من المال يمكن تلبيتها بزيادة معدل الضريبة على شركات التعدين والاتصالات وتخفيض الشريحة المعفاة للأفراد من 24 ألف دينار إلى 12 ألف دينار سنوياً وإن كانت هذه الخطوة الأخيرة تمس مصحلـة الطبقة الوسطى المطلوب تشجيعها وحمايتها ، وإضافة شريحة أخرى لذوي الدخل العالي تدفع 28% بدلاً من 14%.

في جميع الحالات فإن الحديث عن قانون ضريبة الدخل سابق لأوانه ، فليس هناك برلمان لإقراره ، ولا يمكن دستورياً إصداره بقانون مؤقت ، وبالتالي لا يدخل في باب الحلول الفورية ، ولا يصلح عذراً لتجنب القرارات الصعبة.

( الرأي ) 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات