ارتفاع سقف الهتافات
من المؤسف أن تظهر في حياتنا السياسية مجموعات من الافراد تحزبت مع بعضها البعض للمزايدة على الوطن ونشر الشائعات وكيل التُهم للسلطات، واقتناص الفُرص وتوظيف الظروف السياسية والاقتصادية العابرة للوصول للسلطة . مجموعات تستخدم من الألفاظ ما تنأى عنها نفس من أحب بلاده.
ماذا تُريدون بالضبط؟ وعلى من ولماذا تنقمون ؟ وعلى ماذا تبنوا ما تذيعوا من أكاذيب؟
لم تعد مصطلحاتكم الرنانة - يا من تدّعون أن حراككم هو من اجل الوطن وصالح المواطن- تدغدغ مشاعر أحدا ، فقد مللنا من ادعاء أنكم الباكون على حال الوطن، وبأنكم المضحون من أجل الشعب ومستقبلة. فنحن لا ننتظر مستقبلكم الذي نشك كثيراً في خيريته لأننا نعيش واقعاً أكثر اشراقاً ونحيا حاضراً يحسدنا عليه القاصي والداني. فلم تعد تنطلي أحابيلكم وكلماتكم المُنمّقة إلا على السُذّج .
علمنا التاريخ إن الثورات هي في الغالب نتاج ظلم وكبتٍ وامتهان للمواطن، فما عذركم ونحن نعيش في أمنٍ واستقرار ، وتوافق بين أطياف الشعب وتواصل دائم مع قيادتة؟ ثم ماذا تُريدون؟ فقد استحال لدينا أن نعرف ما الذي يُعجبكم ، فقد رفضتم الاصلاحات الدستورية، ومتنعتم عن المشاركة في الحياة السياسية، وانكرتم الانجازات الوطنية!
لماذا تُطالبون الوطن بكل شيء وانتم غير مستعدين لمنحه أي شيء؟ ايها الغارقون في نظرية التفسير التآمري للأحداث. فقد تبين ان معتقداتكم قائمة على "أن كل حدث يجري يتستر خلف حدث آخر سيء للغاية، وكل خطوة في مسار المدنية والتعايش مع الآخر هي انسلاخ من الجذور وتمييع للهوية، وكل فكر مخالف لفكركم هو حملة صليبية ممنهجة لإفساد مجتمعنا ، وكل سياسة لا تتؤام مع سياساتكم هي عمالة للاستعمار الحديث" !
ماذا تُريدون؟ ومن نصّبكمم لتتحدثوا بهذا الأسلوب الفج الوقح في مخاطبة الآخر والتي وصلت لحد التعدي على مقام سيد البلاد صاحب الجلالة الملك حفظه الله. من أي جذورٍ خرجت نفوسكم وتربّت السنتكم؟ اننا نبرأ إلى الله أن لا تكون قد خرجت من أرضنا أو نشأت على أخلاقنا! فماذا تُريدون بالضبط ؟ هل تُريدون ... اسقاط النظام؟ من اجل زج البلاد في فوضى عارمة ، وحرب اهلية مدمرة ، وتخريب المنجزات . ماذا تُريدون ...؟