قراءة سريعة في الانتخابات الأميركية
.jpg)
لم تعد الانتخابات الرئاسية الأميركية تدور فقط حول القيم الأخلاقية أو الاقتصاد أو السياسة الخارجية او الإرهاب الدولي أو التأمين الصحي أو الضرائب على أهمية هذه العوامل ، بل أصبحت تتمحور حول الأصول والمنابت أيضاً.
السود مثلاً أعطوا 93% من أصواتهم لأوباما ، أما البيض فقد اختار 59% منهم رومني. والأميركيون من أصل لاتينـي أعطوا 71% من أصواتهم لاوباما ، وكان الكاثوليك أقرب لرومني والبروتستانت اقرب لأوباما ، وقد حصل رومني على 95% من أصوات المورمون في ولاية اوتا ، وحصل أوباما على أصوات أغلبية النساء في حين حصل رومني على أغلبية بين الرجال.
كفاءة المرشح وقدرته على خدمة مصالح أميركا العليا هي آخر ما يشغل بال الناخب الأميركي. ما يشغله هو مصلحته الشخصية ، ولذا فإنه يعطي صوته للمرشح الذي يتبنى سياسات داخلية من شأنها خدمة مصالح فئات معينة كالفقراء والمتقاعدين والعاطلين عن العمل وما إلى ذلك.
لم تذكر المصادر الأميركية شيئاً عن اتجاهات تصويت الأميركيين العرب والمسلمين ، والأرجح أنهم وزعوا أصواتهم بين المرشحين بنفس الطريقة التي وزع بها الناخبون الأميركيون أصواتهم علمأً بأن ثلاثة أرباع مسلمي أميركا عرب وثلاثة أرباع عرب اميركا مسيحيون جاء معظمهم من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين. أما المنظمات العربية فقد مالت بوضوح باتجاه أوباما ليس لأنه يلبي المطامح العربية ، بل لأن البديل أسوأ.
في المحصلة شارك في الانتخابات نحو 120 مليون ناخب ، يشكلون حوالي 38% من الشعب الأميركي. ونال أوباما 2ر60 مليون صوت في حين ذهب 5ر57 مليون صوت لصالح رومني. وفاز أوباما بمعظم الولايات التي كانت متأرجحة بين الجانبين. أما في مجال مندوبي الانتخابات عن الولايات فقد حاز اوباما على 303 مندوبين وحصل رومني على 206 مندوبين فقط.
ومع أن أوباما فاز بنسبة من الأصوات أعلى قليلاً مما قالت به استطلاعات الرأي ، إلا أن الانتخابات ظلت تدل على انقسام الرأي العام الأميركي إلى نصفين متقاربين ولا يعتبر أن أوباما حصل على تفويض كاسح من الشعب الأميركي ليتصرف كما يشاء في عهد ولايته الثانية ، بدلالة إبقاء الكونجرس تحت سيطرة الحزب الجمهوري المعارض ، مما يشكل عقبة مالية وإدارية وسياسية أمام الرئيس تضطره للمساومة وقبول الحلول الوسط ، خاصة وأن أميركا تقف على حافة الهاوية ،إذا لم يتم التفاهم بين الحزبين على مسألة سقف المديونية قبل نهاية هذه السنة.