البحث عن الأردني الذكي

لم يعد معلوما على وجه الدقة فيما اذا كانت الشعوب العربية تستحق الحرية والديمقراطية او ان الامر مبكر عليها، وانه بدلا من ذلك ينبغي ان تستمر اكثر تحت نير حكم الفرد والديكتاتورية والحرمان والقمع والاعتقال والنفي والمنع، وكل موبقات التفرد بالسلطة والتطويع بقوة العسكر، ومعلوم ان الزعيم الصيني ماوتيسونغ قال إن الجماهير الدهماء لا تستحق الحرية.
وطالما هناك عدم ادراك لمعنى ومفهوم الاغلبية والاقلية ورفض لنتائج الانتخابات التي تحددها، ويجري الانقلاب الفوري عليها من الاقلية الخاسرة بعدم الاعتراف الادبي والاخلاقي بحق الفائز، وعدم القدرة على انتظار جولة جديدة والاستعداد لها فإن استمرار التردي العربي سيظل مخيما، وهناك من يراه حال افضل من الذهاب نحو شلالات الدم كما جرى في ليبيا واليمن وتونس التي ما زالت تحت وطأة المواجهات المسلحة، وكما يجري الان في سوريا، ويهدد مصر ذات المصير طالما استمر عدم الاعتراف الفعلي بنتائج الانتخابات بمحاولة حرمان الاغلبية الفائزة من حقها في ممارسة الحكم.
ما يجري في مصر هو عمل يستهدف افشال العمل بمبادئ الديمقراطية، واذا كان في اعلانات الرئيس مرسي اي خروج عنها فإن مواجهته كما تتم خروج اكبر عنها ايضا، والحال يضع مصر امام العودة اللاديمقراطية او الى ما هو اسوأ. ولأن مصر ستكون المقياس الذي يمكن اعتماده، فإن الفشل الذي يهددها ان تم، سيكون نفسه واكثر منه عند الجميع، اما النتائج التي سيستقرون عليها فحالها لن يختلف عن الواقع العراقي الذي يتمنى لو بقيت الديكتاتورية.
اما هنا، فإنه يكفينا ما يمارس ضد المسيرات السلمية وما يجري من عمليات اعتقال للمشاركين فيها لنستشرق سلفا الحال مستقبلا؛ إذ ليس لدينا ما هو افضل مما لدى غيرنا، او ما هو اكثر تجذرا لمفهوم الحياة السياسية وما يخص الحقوق، وكذلك ما تعلق بمفهوم الكفاءة المستبدل به الاستحواذ والاستقواء. ولأن الغبي هو الذي لا يستفيد من تجارب ودروس الآخرين، فإن جرنا الى الاسوأ يظل متاحا؛ ما يعني ان البحث عن الذكي يجب ان يبقى مستمرا."السبيل"