الكرك :خريطة انتخابية لم تتضح معالهما بعد
المدينة نيوز - خاص - نضال العضايلة :- قبل اسبوعين تقريبا من بدء عملية الترشح للانتخابات النيابية فان القراءة الحالية للمشهد الانتخابي في محافظة الكرك تشير الى ان اكثر من 90% من الاسماء التي تتردد وتعتزم خوض المعركة الانتخابية هم نواب سابقون واخرون ترشحوا في الدورات السابقة ولم يحالفهم الحظ، بمعنى ان الصورة الانتخابية على صعيد الوجوه الانتخابية قريبة الى حد ما من الاسماء التي ترشحت للمجالس النيابية السابقة في حين ان الساحة الانتخابية تنتظر مرشحين اكفاء قادرين على صنع التغيير وقيادة المرحلة القادمة للوصول بالوطن الى بر الامان في ظل حالة التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي يمر بها الاردن.
رغم ذلك إلا أن الحراك الانتخابي في محافظة الكرك ما زال دون المستوى المطلوب مقارنة بنفس الفترة في انتخابات المجلس المنحل، حيث يعزي ذلك الى الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها الوطن والمواطن الأردني إضافة إلى تأثير بعض القوى السياسية التي تعمل ضد نجاح الانتخابات البرلمانية المقبلة بكل جهدها من خلال دعوتها لثني الناخبين عن المشاركة بالانتخابات أو التشكيك بنزاهتها قبل إجرائها .
تقريبا رسمت قرارات الحكومة الأخيرة المتعلقة بعملية رفع الدعم عن المشتقات النفطية والتباطؤ في وتيرة الإصلاح السياسي الشامل اضافة إلى رفع الأسعار غير المبرر من قبل بعض التجار الذي شمل عشرات السلع والخدمات الضرورية، اثر كبير في الاقبال على الانتخابات البرلمانية المقبلة، الا ان نشاطا عشائريا ملحوظا بدأ يطفوا على السطح مشكلا بذلك بداية لحراك انتخابي قد تعلو وتيرته في قادم الايام.
الرؤية التي اخذت بالتحقق في ضوء ما تشهده المحافظة على غرار باقي المحافظات الاردنية، تؤكد ان الأسماء التي تطرح نفسها ما زالت تلك الأسماء القديمة التي تراوغ من خلال الحزب او العشيرة وتغرس أشخاصا في كل منطقة من مناطق المحافظة لهم ثقلهم العشائري بهدف الفوز بمقعد أفرزته العشيرة ولكن بنفس الوقت يتم تجييره لصالح الحزب او القائمة التي يرغب بالحصول على اكبر عدد من الفائزين تحت قبة البرلمان .
ورغم الترحيب الذي يبديه البعض بإجراء الانتخابات إلا ان العديد من المجالس الاجتماعية والسياسية حملت بين طياتها مخاوف من تكرار مشهد سيادة المال السياسي وشراء الذمم على ساحة المعركة الانتخابية وحراكاتها وفقا لمواطنين في مختلف مناطق المحافظة الذين اعتبروا الموازنات الباهظة التي ترصد للحملات الانتخابية مثار رعب للعديد من الكفاءات البشرية التي لا تمتلك هذه المبالغ .
الا ان هناك من يرغب بخوض الانتخابات يعزي هذا الامر الى المواطن نفسه حيث يرى احد الراغبين بالترشح انه في كل احاديثه مع مواطنين حول دعمه فان اول ما يذهبون اليه هو كم تدفع؟ في اشارة الى ان المواطن بات يرى في صوته تجارة مربحة تحقق له دخلا اضافيا، لا بل فان هناك من يقوم بالمساومة من اجل الحصول على ثمن لصوته واصوات اخرين مقربون منه.
وعلمت المدينة نيوز ان مشاورات تجرى في كافة مناطق الكرك بين شخصيات سياسية وحزبية من جهة وعشائرية من جهة اخرى للتنسيق من اجل توفير مظلة داعمه تكون اثارها ايجابية على مختلف الاطراف, فيما علم ان الراغبون في الترشح في مناطق محافظة الكرك يقومون وعلى استحياء بحث الناخبين على الاهتمام وحشد الدعم من خلال الزيارات والتواجد في المناسبات العامة الا ان ذلك لا يجد صدى لدى الناخب الذي يبدو ان الاحباط اخذ يسيطر على الموقف في ظل وضع اقتصادي صعب طال شريحة واسعة من المواطنين وهموم كبيرة تكاد تقتل احلام الجميع الا ما ندر.
على الجانب الاخر فقد عقدت تنسيقية المعارضة في المحافظة مؤخرا اجتماعا ربطت فيه بين الانتخابات واستمرار اعتقال ناشطي الحراك، واشارت في تصريح بعيد الاجتماع الى ان اجراء الانتخابات في الوقت الذي لا زال هناك معتقلين في السجون الاردنية هو امر مرفوض ولا يمكن التعامل معه الا من باب الاستخفاف بالقرار السياسي والسيادي للمواطن الاردني على حد تعبيرهم.
على صعيد الصوت الارضي كما يحلو للبعض بتسميته فان عشائر كبيرة مثل الغساسنة والمعايطة والحباشنة لم تحسم امرها بعد حول اختيار مرشح عشائري يمثلها حيث تبرز في كل من هذه التجمعات اسماء تزيد على خمسة واكثر، هذا بالنسبة لقصبة الكرك، اما فيما يتعلق بالدائرة الثانية ( لواء المزار الجنوبي) فان عشائر الطراونة والصرايرة والنعيمات وعدد اخر من العشائر تحاول الخروج بمرشح اجماع لها في الدائرة التي تملك مقعدين اعتاد الجميع ان يذهب احدهما باستمرار الى المهندس عاطف الطراونة الذي قرر هذه المرة الذهاب بعيدا والترشح على القائمة الوطنية.
الدائرة الثالثة ( لواء القصر ) لم تتضح الرؤية فيها بعد ولم تظهر اية اسماء للعلن بعد الاعلان عن خوض البرلماني المعتق عبدالهادي المجالي خوض الانتخابات ضمن قائمة التيار الوطني على القائمة الوطنية، بينما يرى مسيحيو اللواء ان الفرصة ستكون مهيأة لعودة نائب سابق في ظل اعلان الدكتور فواز شرايحه خوض الانتخابات ضمن قائمة تجديد الوطنية.
ولم تتضح الصورة بعد في الدوائر الرابعة ( لواء عي ) والخامسة (لواء فقوع) والسادسة ولكن هناك مؤشرات على عودة نواب سابقين لخوض الانتخابات في هذه الدوائر.
عموما فان الحالة الانتخابية في دوائر الكرك كافة لم تتضح بعد بالطريقة التي تشكل رؤية واضحة يمكن الاعتماد عليها، ولكن ما تم مؤخرا من تحركات لم يكن الا عشائريا، وذلك يعني حسب الرؤية العامة ان ان اقل العشائر في الكرك ثقلاً ستطرح مرشحين واكثر.
وعلى صعيد القوائم فان قائمة تجديد والتي ينضوي تحت لوائها الدكتور عباطة التوايهة تحظى بنصيب من الدعم خصوصا ضمن فئة الشباب وطلبة الجامعات، فيما كتلة شباب الوفاق الوطني التي يتزعمها الدكتور سامي المعايطة فانها تصيب بعضا ممن يعتبرون انفسهم شباب التغيير، بينما الاحزاب والتيارات الاخرى لم تجد من يساندها سياسيا واعلاميا لان للكركيين تجارب مع هذه التجمعات.
الخيار الانتخابي في الكرك بات مقرونا بالمال السياسي، كثيرون عبروا للمدينة نيوز ان من يدفع سنكون معه وهذا ما اكده لنا مرشحون وناخبون، ولكن هل ستكون الخارطة ذات جدوى مع الاقتراب من موعد الترشح في الثاني والعشرين من هذا الشهر.