قراءات عمودية لمشاهد أفقية!!

تم نشره الأربعاء 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 01:04 صباحاً
قراءات عمودية لمشاهد أفقية!!
خيري منصور

هذا النمط من القراءات سواء كان لمشاهد سياسية أو لكتب هو الوصفة النموذجية لما يُسمى الاختزال، وهناك بالفعل من يقرأون بشكل عمودي بحيث يضيع عليهم الكثير من الأطراف والهوامش، ومعظم ما كتب عن اعلان الدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الأمم المتحدة هو من هذا الطراز، فالهوامش في هذا السيّاق قد تكون أهم من المتن ذاته، ومنها تعهد السلطة الفلسطينية بعدم مقاضاة مجرمي الحرب الاسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية وعدم تحديد مفهوم حق العودة والى أين؟ وهذا، تكرر في قراءة الزيارة التي قام بها فلاديمير بوتين الى تركيا، وفي اللحظة الحرجة التي بدت فيها دمشق كما لو أنها على وشك اسدال السّتار وانهاء أزمة دامت عشرين شهراً بتكلفة بشرية تجاوزت الثلاثين ألف قتيل وملايين المتشردين في الداخل والخارج!

 

حسب تلك القراءة العمودية الاختزالية فان روسيا قررت أخيراً قبول الأمر الواقع، وانها بصدد اعداد صفقة مع تركيا على حساب النظام الذي شهرت الفيتو بضع مرات من أجل ابقائه، لكن الحقيقة ليست هكذا، وانما التفكير الرغائبي لدى متعجلي نهاية الأزمة هو الذي يدفعهم الى هذه القراءة العمودية بتغير للنبرة وايقاعاتها، فهي تارة حادة وعالية وتارة خافتة، لكن المحتوى لم يطرأ عليه حتى الآن أي تغيير يمكن وصفه بالدراماتيكية.

 

 

 

 

 

والقراءات العمودية شملت أيضاً العدوان الأخير على غزة، والهدنة التي لا يراهن أحد على أنها طويلة الأمد خصوصاً بعد أن ودع الجنرال باراك عمله السياسي والعسكري بوعيد لغزة قال فيه ان العدوان لم يكتمل وأمام اسرائيل جولة أخرى بعد بضعة أشهر لاستكماله برياً.

 

ان البعض يقرأون المشاهد سواء كانت سياسية أو حتى اقتصادية بأسلوب يتسبب في حذف الكثير منها.. وبالتالي عدم الاحاطة البانورامية بزواياها!

 

وهناك طيور وكائنات تفعل ذلك بحيث لا ترى الا عموديا، وبالتالي يكون صيده سهلاً من الجوانب والأطراف، وما يغري البعض بهذا النمط من القراءة العمودية الاختزالية هو الخضوع للسائد والمتداول فضائياً واعلامياً، وخصوصا بعد أن خلق الفضاء المؤدلج نزعة قطيعية تجعل الناس يصدقون ما يسمعون حتى لو اضطروا الى تكذيب ما يرون بالعين المجردة.

 

حتى مصر في ذروة هذا النزاع الأهلي تتم قراءة مشاهدها عمودياً، بحيث يبدو النزاع مقتصراً على اعلان دستوري أو على مادة هنا أو هناك من الدستور، لكن المصريين الذين يقول أحد أمثالهم الشعبية «ليست ديانة بل هي قلوب ملآنة».. يدركون ان ما وراء هذا النزاع هو أمر آخر، وقد بدأ مبكراً مع الحراك المصري، لكن حشود ميدان التحرير ورقصة الانتصار أجلته لما يقارب العامين!

 

ان أسوأ النتائج هو ما يترتب على قراءات عوراء وناقصة، بحيث لا نرى غير ما نريد ولا نسمع الا ما يروق لنا سماعه! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات