أخبار « ثانوية » من سورية

على هامش أخبار الحدث السياسي والعسكري القادمة من سورية، توجد أخبار سورية أيضاً وهامة، ولكنها قادمة من تفاصيل المجتمع السوري وتشير الى درجة مفرحة من تماسك في هذا المجتمع على صعيد أمور مثل الثقافة والفنون والانتاج والعمل والابداع.
في الأيام القليلة الماضية فقط، اطلعت على سبيل المثال على خبر عن معرض للفنون التشكيلية بمشاركة 144 رساماً سورياً، وشاهدت تقريراً عن ندوة حول الكتاب التراثي المعروف "ألف ليلة وليلة"، وشاهدت تقريراً عن ورشة عمل عن تقنيات ترميم الآثار بحضور لافت من فنيين ومختصين.
قد يقول قارئ أن هذه شؤون تخص فئة المثقفين المعروفة بشططها وخيالاتها، لكن ماذا تقولون عن أخبار تكثفت مؤخراً تخص الموسم الزراعي المقبل؟ إذ يواصل السوريون استعــــدادهم للموسم، بل وهناك مبادرات متعددة لتجاوز أثر الحصار على الزراعة وخاصة فيما يتعلق بالمبيدات والبذور.
وكنت قد قرأت قبل أسابيع، تقريراً مطولاً عن الإدارة الذاتية للحياة في بعض القرى التي عزلتها الأحداث، وخاصة فيما يتصل باستحضار أنماط العيش التقليديـــــة وكيفية تقسيم المنتج الزراعي بحيث يسهم في تغطية باقي الاحتياجات.
من حق من يريد أن يشكك فيما يبثه الاعلام الرسمي في البلد الشقيق من أمور الشأن السياسي أو العسكري، فهذه حرب ضد البلد، (ومن غير المعقول أن يطالَب الاعلام السوري بالمهنيـــــة العالية في حين يفقد الاعلام المعادي ليس فقط مهنيــــته بل عــــقله أيضاً وهو يـــــقدم تغطيــــة هستيرية للأزمـــــة في سورية)... ومــع ذلك اسمحـــــوا لنا بعد اذنكم بأن نعلن فرحنا بالأخبار التي تؤكد أن الناس السوريين أيضاً لا زالوا صامدين امام عدوان لا يتـــــوقف عند السياسة والعسكر، بل يطال الحياة كلها بشتى شؤونها. لقد كتبت في العنوان أنها أخبار "ثانوية"، لكنها في الواقع تقع في لب المعركة . ( العرب اليوم )