المال السياسي شر لا بد منه

تم نشره الأحد 16 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 12:22 صباحاً
المال السياسي شر لا بد منه
د. فهد الفانك

 

يقصد بالمال السياسي استخدام المال للفوز في الانتخابات ، فهو يمّـكن المرشح من الإنفاق بسخاء ، ليس لشراء الأصوات بشكل مباشر ، وإن كان هـذا واردأً ، ولكن للحصول على الأصوات بوسائل الإغراء المادية الأخرى ، حيث يكون المرشح بمنتهى الكرم ، ينفق بدون حساب فالحملات الانتخابية عالية التكاليف.

في الوضع المثالي يجب أن يتم التنافس بين المرشحين على ضوء كفاءاتهم وبرامجهم ، وليس على ضوء قدرتهم على الإنفاق واجتذاب الأنصار ، ولكن الواقع يجعل المال السياسي حقيقة لا مناص منها. وعلى سبيل المثال فقد بلغت نفقات الحملة الرئاسية الاخيرة في الولايات المتحدة حوالي ستة مليارات من الدولارات تبرع بها أفراد وشركات لكلا المرشحين.

الأصل أن المرشح لا يعتمد على ثروته الخاصة في تمويل حملته الانتخابية ، وقـد لا تكون له ثروة ، فالاعتماد على التبرعات والدعم المالي الذي يتلقاه ، وهنا تأتي الخطورة ، لأن كبار المتبرعين يريدون الحصول على مقابل بشكل مصالح خاصة يخدمها المرشح إذا فاز.

في الحالة الأردنية ما زال الاعتماد الأساسي على المال الشخصي للمرشح ، الامر الذي يكاد يغلق الباب عملياً على الفقراء ومحدودي الدخل ، ويجعل النيابة حكراً على رجال الأعمال وأصحاب المصالح الكبيرة من تجار ومقاولين وأصحاب شركات خاصة وأن كلفة الحملة الانتخابية لا تقل عن ماية ألف دينار.

ليس هناك طريقة عملية لمنع التبرع لصالح مرشح ما ، فالتبرعات الصغيرة لا تؤدي إلى ضرر ، ولا تشكل قيدأً على حرية المرشح ، ولكن التبرعات الكبيرة تجعل المرشح مجرد مندوب يمثل صاحب المال.

أما الخطورة الأكبر فتكمن في حصول المرشح على دعم خارجي ، فالمعروف أن دوائر في بعض الدول تقوم بتمويل مرشحين في بلدان أخرى لغايات سياسية معروفة مما يشكل اختراقاً لسيادتها.

إذا كانت الدولة لا تستطيع أو لا يجوز أن تمنع جميع أشكال المال السياسي ، سواء كان شخصياً من مرشح ثري ، أو من تبرعات الأصدقاء والمؤيدين لبرنامجه ، فإن الحد الادنى المطلوب هو الإفصاح والشفافية الكاملة ، بحيث يكون على كل مرشح أن يحتفظ بقيود توضح جميع مصادر التمويل التي حصل عليها ، وتفاصيل الإنفاق على الإعلانات واليافطات ووسائل النقل والمركز الانتخابي وغير ذلك ، وأن تكون التبرعات والنفقات معززة بمستندات مناسبة ، وأن تخضع هذه القيود والمستندات للتدقيق ، وأن يكون إخفاء معلومات هامة جريمة يتحمل النائب مسؤوليتها.

( الراي ) 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات