خالد أبو الخير والحكومة

افتقد صديقي العزيز خالد ابو الخير في مقاله يوم أمس رئيس الوزراء عبدالله النسور متسائلا عن غيابه عن وسائل الاعلام، بعد ان استغلها كلها لتمرير قرار رفع الاسعار، وكيف تحول الى نجم على الفضائيات، حتى استعداده للظهور على كراميش وطيور الجنة، وفيما اذا كان غيابه جراء نصائح المستشارين او انه لقلة الحيلة، او استعدادا لقرارات رفع جديدة. وفي المجمل يا صديقي ابا الخير اقول لك انه ايا كان السبب فان الامر سيان، «وعساك ما تفقد غالي»، وليته يظل غائبا، فهو لما يعود ستجد نفسك متهكما، ولسان قلمك يكتب «غاب وجاب». ثم انه طل بالامس وقال: ان الدعم وصل الى كل المستحقين، وهذا غير صحيح ابدا، اذ انني واحد منهم ولم يصلني شيء.
صديقي خالد، تعلم جيدا قصة « ما بتعرف خيره الا لما تجرب غيره «وتخيل معي هنا انها تنطبق على حكومة فايز الطراونة، التي اعتبرت كثيرا انها الاسوأ، وهذا ما يكفيه فخرا ليقول انه تجرأ في قانون الصوت الواحد، وامتنع عن مس جيوب الناس المنهكة، في حين وجدنا عبدالله النسور قد «كسر عصاه من اول غزواته» ففعل ما لم يفعله غيره في اطار حملته الاعلامية؛ ليقنعنا انه البطل الذي يأخذ القرار الصعب، علما ان الحقيقة المرة انه «بطل علينا وامام البنك الدولي نعامة».
واقول لك يا خالد، «ما بعد الصبر الا الفرج فاصبر، وانها ما دامت لابي زيد»، وانت تعلم ان نهاية عمر الحكومة الحالية محدد بالاسبوع الاول من شهر شباط المقبل، وانه بحكم التحدي بين فريقي المشاركة والمقاطعة للانتخابات النيابية فان الحكومة المنتظرة، لا بد وان تكون افضل من الحالية، ولو من باب المجاملة للناس او حتى من اجل اثبات صحة التوجه الرسمي. وعليه ينبغي ان يكون غياب النسور عن الاعلام محمودا وطويلا ايضا، اذ تدرك قول الجدات عن الغراب كيف انه ينعق بالخراب كلما طل، وايضا المثل الشعبي المصري»ياما جاب الغراب لامه».
وانا متأكد يا خالد انك لست مشتاقا لطلة النسور أبدا، وان سؤالك عنه لجهة الخوف منه او ما قد يحضره لنا، فيأتي على ما تبقى من قدرة على مواجهة ضنك الدنيا، وانك تتمنى له ان يصمت والا يتخذ اي قرار، ولا ان يحرك ساكنا، وان يذهب في اجازة وان يختفي ويظل غائبا عنا حتى تأتي حكومة جديدة، وهذه امر مفعول فانتظرها وتمنى لها الغياب المبكر هي الأخرى، والدعاء عليها وليس من اجلها ايضا، «فالخل أخو الخردل» اليس كذلك؟!.
( السبيل )