بدء امتحانات "التوجيهي" الاحد
المدينة نيوز - أجواء مشحونة بالتوتر والقلق، تنتاب أسر نحو 168 ألفا، يتقدم أبناؤها إلى امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" غدا في الدورة الشتوية.
وبالرغم من هذه الأجواء التي تتكرر كل عام، فإن الوزارة حتى الآن لم تتمكن من كسر حواجز الخوف لدى الطلبة، برغم ما تبعثه من رسائل لطمأنتهم وذويهم، لتتبدد تلك الرسائل، جراء تعامل المجتمع ونظرته لطالب "التوجيهي"، الذي يبقى عاما دراسيا كاملا تحت عدسات "الرصد المجتمعي". تقول أم أحمد إن "حالة من الإرباك تسيطر على ابنتها لين، تعبر عنها بحالات من البكاء الشديد، وعدم القدرة على النوم، وفقدان الشهية، وعدم التركيز الذهني".
ويؤكد طالب "التوجيهي" راشد العامري أنه يعيش حالة من القلق، وبدأ يفقد التركيز والانتباه لعدم مقدرته على النوم لأن "شبح الامتحان" يسيطر عليه.
أما الطالبة سهى صبحي، فهي مرتبكة جدا مع اقتراب الموعد، لكنها تجاهد للتخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر عليها عبر متابعة دراستها.
وتقول والدة الطالب باسل عزمي "أبذل كل جهدي لتوفير الظروف المناسبة لابني كي يستطيع الدراسة واستيعاب المنهج الزخم الذي بين يديه، كما أسعى جاهدة إلى الحفاظ على الهدوء في البيت من أجله، وكل ذلك يحتاج إلى جهد من الأسرة".
وتؤكد أم بلال أن فترة الامتحانات تعد من أصعب الأوقات التي تمر على طلبة الثانوية العامة، وتتطلب من الأهالي بذل المزيد من الجهود لتوفير الأجواء المناسبة لأبنائهم، فهذا أقل ما يجب أن يقدموه لهم.
رهبة "التوجيهي" تتحول إلى قلق ينتاب الأهالي والطلبة أنفسهم، إلا أن ما ينغص على بعض الأهالي، هو أن يتحول القلق مع الوقت إلى مرض جسدي، وفق والدة الطالب ناصر حلمي.
وتقول والدة رائد إنها تعاني مع ابنها رائد، الذي لا يكاد يقترب موعد الامتحانات حتى يصاب بالدوار والمغص المعوي المستمرين والإسهال، ما دفعها لأخذه إلى الطبيب أكثر من مرة، والذي أخبرها بأن الأمر شيء طبيعي مع حالة القلق والتوتر التي يعيشها.
في حين أن الطالبة سندس موفق، تؤكد أنها "لا تشعر بالخوف والقلق والتوتر مع اقتراب فترة امتحانات التوجيهي، لأن ذلك يجعلني غير قادرة على التركيز والدراسة، فأخسر الوقت والجهد، وبالتالي لا يفيدني الخوف بشيء".
بدوره، حذر دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي في تصريحات سابقة لـ"الغد" من المبالغة في القلق والتوتر من "التوجيهي"، ما ينعكس سلبا على أداء الأبناء ممن يشعرون أيضا بالخوف والتوتر، ويحتاجون لأجواء نفسية مريحة تبدد هذه المشاعر.
وأضاف الخزاعي ان "الدراسات التي أجريت في الأردن والمتعلقة بالتوجيهي تؤكد أن الأبناء يدخلون الامتحان متوترين، بسبب الخوف من الامتحان، وكيفية مواجهة المجتمع إذا كان المعدل يخالف توقعات الأهل، كون الامتحان أصبح تنافسيا بين الأهل والأقارب بدون مراعاة الفروق الفردية للطلبة، ومعدل الأبناء في الثانوية هو المهم دون الالتفات إلى قدرات الطلاب العلمية".
وأكد الخزاعي اهمية توفير اجواء مناسبة للأبناء للدراسة والبعد عن المشاجرات والانفعالات والصدامات الأسرية أمام الأبناء.
وشدد على عدم تحميل الأبناء فوق قدراتهم، فمطالبة الأهل لهم بالدراسة ساعات طويلة ومتواصلة بدون أخذ قسط من الراحة، سيؤثر على مستواهم في الامتحانات، وبخاصة في حال لجوء الأهل لفرض قيود صارمة على تحرك الأبناء، ومنعهم من التواصل مع الأصدقاء وممارسة نشاطات أخرى غير أكاديمية.
ولفت إلى أن على الأهل عدم حرمان الأبناء من ممارسة بعض النشاطات والهوايات، واعتبار البرنامج الدراسي الذي يضعه الابن للدراسة، يناسب ما تحتاجه المواد الدراسية من جهد وتحضير. ودعا إلى تفهم الأسر بأن الفشل او عدم الحصول على معدلات من قبل أبنائهم لا يعتبر نهاية المطاف، مؤكدا أن الغضب وإدخال الأبناء في أجواء نفسية سيئة، قد يستمر لفترة طويلة نتيجة الإخفاق في الامتحان، وهذا ليس منصفا لهم. ويرى الخزاعي أن هناك اختلافا في قدرات الطلاب الأكاديمية، وهذا التفاوت يجب أن يؤخذ بالاعتبار من قبل الأسر، لافتا الى اهمية توفير أجواء مناسبة للأبناء للدراسة دون تحميلهم فوق قدراتهم.
الغد