''التوجيهي'' رحلة قلق تنطلق اليوم مع تقديم أول اختبار
المدينة نيوز - ربما لم يعرف النوم طريقا الى جفونهم ليلة السبت ؛ فرحلة تقرير المصير لطلاب التوجيهي بدأت مع اول مبحث يتقدمون للاختبار فيه الاحد.
سارة القريوتي يعتريها القلق، ويسيطر على حواسها الخوف، وتحاول مليا التخلص من كل تلك الهواجس برسم صورة للمعدل الذي تحلم به كي تتمكن من دراسة الهندسة.
في حين يبتسم جهاد علي كلما نظر الى التوتر الذي يعتري زملاءه مع اقتراب موعد تقديم الاختبار الاول، قائلا: "ما عادت تفرق معي"، اعتراضا منه على ما تعرض له من ضغوط من قبل ذويه كي يلزم المذاكرة، وبشكل قسري.
يتابع: "أياً كان المعدل الذي سأحصل عليه، المهم ان مرحلة كابوس التوجيهي ستنتهي الى الابد من قاموس حياتي".
وتشكل مرحلة التوجيهي في المملكة حالة "فوبيا" للطلبة؛ نتيجة اعتماد الجانب النظري في اثناء تقديم الاختبار، إذ يعتبر الامتحان وحده من يقرر مصير الطلاب، بعيدا عن احتساب علامات الاداء اليومي خلال العام الدراسي.
ويمارس الاهل والمجتمع الضغط على طلبة التوجيهي من خلال عدد من الممارسات؛ احداها اعلان حالة الطوارئ في المنزل، للحد من الزيارات وتقنين العلاقات بالاخرين، والاعتذار عن استقبال الضيوف رافعين شعار "لا تقرب! في بيتنا طالب توجيهي".
يأتي ذلك في الوقت الذي يكثف فيه علماء النفس والاخصائيون الاجتماعيون نداءاتهم المتكررة للاهالي للتعاطي مع مرحلة التوجيهي بشكل طبيعي دون مغالاة؛ نظرا لما يحدثه ذلك من حالة توتر قد تؤثر سلبا في اداء الطالب.
وتعقد وزارة التربية والتعليم يوم غد الاحد امتحان الثانوية العامة للدروة الشتوية لعام 2012-2013، وينتهي في 17 الشهر المقبل.
ويتقدم للامتحان 168 ألفا و665 طالبا وطالبة من مختلف فروع التعليم الاكاديمية والمهنية.
وانهت الوزارة اختيار 19 الف معلم لتصحيح اوراق الامتحان في 80 مركز تصحيح معتمدا في مديريات التربية والتعليم، و20 الف مراقب يتولون مراقبة الطلبة في 19 ألف قاعة امتحان بالمملكة، قاعة واحدة منها خارج البلاد في تونس، فضلا عن توفير قاعات احتياطية.
وحرمت الوزارة نحو 3148 طالبا وطالبة من مختلف مديريات التربية والتعليم من تقديم الامتحان، منهم 952 بسبب الغياب و2196 بسبب تدني العلامة (الرسوب). " السبيل "