إلى طلبة الدراسة الثانوية العامة ( التوجيهي) أيهما أجدى الدراسة الفردية أم الجماعية ؟
ان عملية التعلم تقوم اساسا على الممارسة والنشاط الذاتي للمتعلم ، كما ان الخبرات التي يقوم بها المتعلم بنفسه ، والنشاطات العملية التي يؤديها بنفسه تؤدي إلى نتائج تصبح جزءا من نفسه وسلوكا من سلوكاته ، وهذا هو الهدف الاسمى للتربية ، حيث تؤثر في نواحي شخصيته المختلفة ، وان عملية التعلم او الدراسة عملية فردية يقوم بها المتعلم (الدارس) نفسه ، وهذا مهم جدا ؛ لان لكل طالب قدرات خاصة ،وامكانيات وميول ورغبات ذاتية ، يتعلم على أساسها ، ولنعلم أن أعظم الافكار والاختراعات تتولد من خلوة الفرد مع نفسه وممارستة عملية التفكير الذاتي ، كان الفرزدق يخلو بنفسه فيصعد إلى السطح ويغطي رأسه ، ثم يقول اجود الشعر ، كما كان جرير "الشاعر" يركب ناقته يجوب بها الصحراء مسرعا، ثم يقول افضل الشعر.
ان ثمة فروق بين الطلبة انفسهم، فمنهم من لديه استعدادات وقدرات في الرياضيات ،ومنهم في العلوم ،ومنهم السريع الفهم والحفظ، ومنهم البطيء الفهم الذي يحتاج إلى دراسة الفكرة مرات ومرات وكثرة التكرار للفهم والحفظ ...ومنهم...ومنهم... ففي مثل هذه المواقف تكون الدراسة اساسا فردية ، وأما الدراسة الجماعية فتفيد في معالجة بعض المواضيع الصعبة، مثل حل مسائل صعبة في الرياضيات او الفيزياء او قواعد اللغة، ومن الافضل ان تكون الدراسة في البداية فردية وعلى حدة ثم بعد مجابهة الصعوبة على انفراد، تبدأ المناقشة.
وتفيد الدراسة الجماعية في الموضوعات التي تحتاج إلى وجهات نظر مختلفة ومناقشات ، كالمشكلات الاجتماعية والقضايا التاريخية ،والتي تتعدد فيها اوجه النشاط ،وتحتاج إلى جهود متعددة حيث توزع اوجه النشاط على المجموعات ،وفي مثل هذه الحالة يجب وضع خطة عمل للسير عليها ،وتحديد الادوات والادوار والمسؤوليات لكل فرد او مجموعة ، وتفيد الدراسة الجماعية في المراجعات والتقييم بعد الدراسة الفردية ،وفي كل خير.