حملة انتخابية جبانة

الأصل أن يكون سقف الدعاية الانتخابية مرتفعاً نسبياً مقارنة بالدارج من الكلام المنشور والمعلن والمكتوب، لأن هناك درجة من الحصانة لخطاب المرشح أثناء الحملة. ولكن مَن يراقب محتوى ما طرح لغاية الآن سوف يكتشف أن هناك قدراً من الجبن أو لنقل التدني في المستوى. لقد رفعت في شوارع عمان وباقي المدن خلال السنتين الأخيرتين الكثير من الشعارات عالية السقف في شتى شؤون السياسة والاقتصاد والادارة، ولكن ذلك غائب عن الحملات لغاية الآن.
للانصاف يمكن ملاحظة مقدار من التراجع في نسبة الاستعانة بعبارات الولاء المبالغ به والتي كانت تعتبر أسلوباً متبعاً عند قطاع من المرشحين الذين اكتشفوا هذه المرة أن الأمر قد لا يفيد كثيراً، بل قد يعطي انطباعات معاكسة.
بعض الحالات التي اختار أصحابها أن يمارسوا الشجاعة في الشعارات تعاملوا مع الانتخابات باعتبارها "هوشة" مع آخرين فتمت الصياغات استناداً الى الوعيد بدلاً من الوعود.
التركيز الأكبر على الصور الشخصية للمرشحين ولكن من وضعيات متعددة: بعضهم اختار الهيئة الرسمية سواء من حالة الابتسام او النظرة الجادة، آخرون اختاروا جلسة غير رسمية أرادوها أن تبدو عفوية لكن من المرجح أنها أخذت منهم ومن مصوريهم جهداً كبيراً. هناك خلفيات مشهورة في استوديوهات التصوير وخاصة تلك التي تظهر المرشح يجلس ووراءه رفوف من الكتب والمراجع، أما المخضرمون من المرشحين فيعتمدون أكثر من لقطة في مناسبات مختلفة، بعضها من وضعية الخطابة أو الاصغاء وقوفاً او جلوساً مع ارتداء أزياء متنوعة؛ شعبية ورسمية و"سبور".
بانتظار أن يتغير المشهد في الأيام القادمة، فإن ما هو أمامنا قد يكون عرساً، غير أنه "عرس طَبّة" سوف يخلو من الفرح الحقيقي.
( العرب اليوم )